"الشاباك" يقترح سياسة اغتيالات استباقيّة ضد الـ"هاكرز"

15 سبتمبر 2014
"هاكرز" فلسطينيون استهدفوا مواقع إسرائيلية خلال العدوان (العربي الجديد)
+ الخط -
يولي الاحتلال الإسرائيلي أهميّة كبيرة للحرب على جبهة الفضاء الإلكتروني، لمواجهة محاولات اختراق مؤسّساتها ومنشآتها العسكريّة والمدنيّة. وتسعى، في الوقت ذاته، إلى تسويق نفسها، على أنّها الدولة الأولى في مجال مكافحة الـ"هاكرز"، اعتماداً على الخبرات المتوافرة لدى شركات الـ"هاي تك" الإسرائيلية.

وسبق لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن تفاخر بقدرات إسرائيل في هذا المجال، وعاد ليكرر ذلك في تصريحات أمام مؤتمر متخصّص بالفضاء الإلكتروني، انعقد في جامعة تل أبيب، أمس الأحد.

واعتبر نتنياهو، أن الحرب على هذه الجبهة لا تقلّ خطورة عن الجبهات الأخرى، مشيراً إلى أنّ منظمات كثيرة، وعلى رأسها "حماس"، تسعى باستمرار إلى شنّ هجمات الكترونيّة على إسرائيل، معلناً أن إيران هي الدولة التي تتصدّر هذه الحرب، من خلال تمويل نشاط منظمات مختلفة.

ويحاول نتنياهو تصوير نفسه على أنه راعي صناعات وخبرات الفضاء الإلكتروني، مشيراً باستمرار إلى ما يعتبره تفوّقاً إسرائيليّاً في هذا المجال.

لكنّ وزير الأمن، موشيه ياعلون، أقرّ في كلمته أمام المؤتمر، أنّ هذه الجبهة تفتح المدى والمجال، وتوفّر الفرص لإسرائيل لضرب أعدائها، مثلما تمكِن العدو من ضرب إسرائيل أيضاً.

واعتبر ياعلون، أنّ من شأن الحرب في ميدان الفضاء الإلكتروني، أن تفضي أيضاً إلى حسم المعركة، لكنّ ذلك يتطلّب مستوى عالٍ من المعلومات الاستخباريّة "حتّى نعرف من الذي نهاجمه، وقد يؤدي ذلك إلى عمليّات مضادة وليس فقط في مجال الفضاء الإلكتروني".

وكشف ياعلون أنّ إسرائيل، تعرضت خلال عدوان "الجرف الصامد"، إلى عمليّات ومحاولات هجوم إلكترونيّة على منشآت ومواقع إسرائيليّة مختلفة. وقال إنّ هذه الهجمات نفذت من قبل منظمات معادية ومن قبل دولة معادية، ناهيك عن نشاط "هاكرز" مستقلين، ينشطون بمفردهم وبمبادرتهم الخاصة.

وكان ياعلون يستعيد تعرّض وزارات حكوميّة إسرائيليّة مختلفة، إلى هجمات "هاكرز"، تمكّنت من شلّ عمل هذه الوزارات وتعطيل صفحاتها على الإنترنت، منها وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، ووزارة الداخليّة، ووزارة الصحة، وموقع جهاز الاستخبارات الداخلي "الشاباك".

ويخلق التطور التكنولوجي المتسارع في مجالات الاتصالات والحوسبة، وفق ياعلون، الفرص والمخاطر في آن واحد، فهو يمكّن إسرائيل من شنّ هجماتها، ليس فقط عبر البرّ والجو والبحر، بل أيضاً مهاجمة الفضاء الإلكتروني نفسه، إذ تمكّن هذه الحرب "منظمات الإرهاب والهاكرز، من ضرب بنى تحتيّة ضرورية وحيويّة للدول، وتتيح ضرب قدرتها على السيطرة".

وتابع ياعلون: "نحن نتحدّث عن سباق متواصل ومستمرّ بين الدولة وأعدائها المحتملين، ويجب جمع معلومات عن العدو في هذا المجال، وعلى كل دولة متطوّرة أن تعرف كيف تدافع عن نفسها، وأن تملك قدرات هجوميّة في هذا المجال". ودعا إلى وجوب تعاون دولي من أجل مكافحة "الإرهاب" العابر للحدود، مشيراً إلى أنّ إسرائيل تستثمر في الحرب الإلكترونيّة بشكل كبير، ما حوّلها إلى دولة عظمى في هذا المجال.

من جهته، اعتبر وزير العلوم الإسرائيلي، يعقوف بيري، الذي شغل في السابق منصب رئيس جهاز "الشاباك"، أنّ "تنفيذ عمليات ضدّ إسرائيل لا يحتاج إلى عبوة ناسفة، بل إلى حاسوب شخصيّ متنقل"، معتبراً أنّ التطور التكنولوجي يزيد من محفّزات تنفيذ هذا النوع من الهجمات، ولا سيما أنه لا يمكن الإشارة إلى بصمات الدول المنفذة للهجمات، أو حتى منفذيها.

بدوره، رأى الرئيس السابق للوحدة المختارة للاستخبارات العسكريّة، نداف تسفرير، أنّ أخطر هجمات السايبر، هي في مجال حماية المعلومات، وخصوصاً تلك المعروفة باسم APT أو الهجمات العينيّة والذكيّة، التي تستهدف منظمة أو شركة أو بنية تحتيّة محدّدة، وهي تشكّل الخطر الوحيد الذي يمكن أن يخلف ضرراً هداماً لا يمكن إصلاحه.

ويدعم تسفرير، حسبما أورد موقع صحيفة "هآرتس"، موقف "الشاباك" في مجال الحرب الإلكترونيّة، ودعوته رئيس الحكومة إلى إقرار خطة هجوميّة لهذه الحرب، وعدم الاكتفاء بالدفاعات الافتراضيّة، بل بالعمل ميدانياً ضد النشطاء في هذا المجال.

وكان "الشاباك"، بحسب "هآرتس"، قد طالب باتباع سياسة الاغتيالات نفسها، المستخدمة ضدّ ناشطي المقاومة الفلسطينية في القطاع، لضرب الـ"هاكرز"، منذ بدء نشاطهم في مراحل التخطيط والتنظيم، وعدم الانتظار إلى حين شنّهم هجمات إلكترونيّة ضد أهداف إسرائيلية.

دلالات
المساهمون