"السماقية"... وجبة الأفراح في غزّة

04 نوفمبر 2014
تقدّم السماقية مع الخبز والمخللات والبصل الأخضر (العربي الجديد)
+ الخط -
لا تكاد تخلو مناسبة زفاف، أو فرحة عائلية أخرى، في قطاع غزّة من أكلة "السماقية"، التي تعتبر من الأكلات المتوارثة التي تشتهر بها البلدات الفلسطينية، خصوصاً تلك التي تقع في قطاع غزّة، حيث تقدم إلى الضيوف تقليدياً في ليالي الاحتفالات والأفراح والمناسبات السعيدة.
سُمّيت "السماقية" بهذا الاسم، نتيجة استخدام السمّاق فيها بكمية كبيرة، فهو عنصرها الأبرز، ويقتصر طهوها على المناسبات، كالأفراح وعيد الفطر، ويشارك في إعدادها نسوة كبيرات السن من العائلة، اللاتي يجدن طبخها.
وتعتبر السماقية أكلة فلسطينية بحتة، ومن الأطباق الشهيرة في غزّة، مثل الفتة باللحم، والمسخن، القرصة، الرُمانية، المقلوبة، الفلافل، والمفتول، إضافة الى عدد من الأكلات القديمة، التي عرفت قديماً ولا تغيب عن السُفْرة الفلسطينية.
تقول الحاجة أم جمال حرز إنها "اعتادت على صناعة هذه الأكلة الطيبة في مناسبات الأفراح الخاصة بعائلتها"، ويستعين بها عدد من الجيران والمعارف لدى طهوها، موضحة أنها نكهة الأفراح في غزّة، خاصة أن طعمها مرتبط بالمناسبات السعيدة، ولا تطهى الا خلال ليالي الفرح.
وعن مكونات أكلة السماقية، تقول أم جمال لـ"العربي الجديد": "تتكون السماقية من اللحم، السلق، السماق الحب، الحمص الحب المسلوق، البصل، عين الجرادة، الفلفل الحار، الطحينية، الزيت، والملح، وبعض الإضافات التي يمكن أن تميز طبقاً عن طبق آخر، وتقدم مع الخبز العربي والمخللات والبصل الأخضر والفلفل".
وتبين الحاجة حرز، أن الأكلات الفلسطينية جزء من التراث والهوية الفلسطينية الأصيلة، التي تدلل على الحضارة المتأصلة في الأرض والمكان، وتضيف: "كنا وما زلنا وسنبقى متمسكين بتراثنا الفلسطيني، وقد علّمنا أبناءنا الحفاظ على كل شيء يدلل على فلسطينيتنا".
ولا تعتبر السماقية وغيرها من الأكلات الفلسطينية مجرد وجبة يتناولها الأفراد فقط، بل تحمل ذاكرة أجيال بأكملها، وتجمع حولها خلال الطهو النسوة، وتبقى رائحتها شاهدة على الماضي الجميل، وذكريات الأفراح والأعياد.
المساهمون