"الزنانة" تحرم الغزّيين من مشاهدة الفضائيات

17 اغسطس 2014
"الزنانة" تحول دون متابعة الأحداث (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لا شيء يضاهي صوتها. إزعاجها أكبر من أن يقدر عليه إنسان، تثير مشكلة نفسية عند الغزّيين لكنهم يتغلبون عليه بالصبر. إنها "الزنانة" كما يسميها أهالي القطاع، أو طائرة الاستطلاع كما هو اسمها الرسمي.

وتؤثر موجات "الزنانة" اللاسلكية على أجهزة الاستقبال الخاصة بالتلفاز "الريسيفرات"، والتي تطلقها الطائرة سيئة الصيت لالتقاط الأشعة من الأرض عن طريق "المرسِلات" الخاصة بالعملاء، للتزود بالمعلومات التي تفيدها في عمليات القصف والمراقبة والتجسس.

ويلجأ أهالي قطاع غزة في فترات الحرب والعدوان إلى متابعة القنوات الإخبارية بشكل كبير، لمعرفة مصير ما سيحل بهم، لكن تأثير طائرات الزنانة على الموجات، يؤدي إلى تشفير (تقطيع) القنوات، ويحول دون متابعة الأحداث، خصوصاً مع انتشار عشرات الطائرات منها في الأجواء.

وتتعدد أشكال الضرر الذي يلحق بالفلسطينيين من طائرات الاستطلاع التي يعتبرونها "نذير الشؤم" و"القاتل الطائر"، وذلك لقدرتها الفائقة على الظهور فجأة في الأجواء، وقصف تجمعات المواطنين وأهداف "الفرصة"، والتي ساهمت بقتل المئات من الفلسطينيين خلال العدوان.

أبو محمد شبير، يسكن في منطقة الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، يقول إنه حاول مراراً التغلب على تشفير القنوات بسبب ترددات طائرات الاستطلاع لكنه لم يتمكن من ذلك، عدا عن صوت الطائرة المرتفع والمزعج والذي بات يؤرق منام الغزّيين، ويكدر أوقاتهم.

وتنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي العديد من النكات الخاصة بـ"الزنانة" يتوسل خلالها النشطاء للطائرة بأن تتوقف عن إزعاجهم كي يتمكنوا من النوم، أو على الأقل من متابعة الأخبار والمستجدات، ولكن من دون جدوى، فالطائرات لا تزال "تزن" والمواطن الغزّي ما زال "يئن".

دلالات
المساهمون