منشد القاعدة أبو هاجر، واسمه غالب باقعيطي، كان أحدث أهداف الطائرات من دون طيار، بعدما أدت غارة جوية طاولت السيارة التي يستقلها في ميناء المكلا مساء يوم الجمعة، إلى مقتله برفقة قيادي آخر. وأكدت مصادر مقربة من تنظيم القاعدة أنّ منشد التنظيم وقيادياً آخر يدعى "أبو صهيب" قتلا في الغارة، فيما استقبل ذوو باقعيطي مراسم العزاء في بيتهم بأحد الأحياء القديمة في مدينة المكلا.
كان أول ظهور علني لباقعيطي في مدينة المكلا، في نيسان/ أبريل الماضي أثناء احتفالية أقامها تنظيم القاعدة بعد أيام من سيطرته على المدينة.
يومها صعد منشد "القاعدة"، المنحدر من حي الشرج في مدينة المكلا مركز حضرموت، مسرح أكبر منتجع في مدينة المكلا، متطرقاً إلى دحر ما سماه "الطاغوت"، قبل أن يقدم مقطوعتين إنشاديتين.
غادر خشبة المسرح ليستقبل مجموعة من أصدقاء طفولته حيث لم يألفوا رؤيته مباشرة بعد أن أطل عليهم طيلة ثماني سنوات من خلال إصدارات التنظيم على الشبكة العنكبوتية، إذ كان "القاعدة" يوظّف صوته لبث روح الحماسة في صفوف مقاتليه.
اقرأ أيضاً: "القاعدة" يثبّت وجوده في المكلا... ويتخلى عن التوسّع
وكان باقعيطي (من مواليد عام 1986) قد أكمل دراسة الثانوية فقط، ثم سافر بهدف قتال القوات الأميركية في العراق في عام 2007، لكن السلطات السورية اعتقلته بالقرب من الحدود العراقية وسلمته إلى السلطات اليمنية التي أودعته بدورها في السجن المركزي في المكلا قبل أن يهرب مع عشرات السجناء في مايو/أيار 2011 في حادثة الهروب الشهيرة التي تمت عبر حفر نفق إلى خارج السجن.
أصدقاء طفولة لباقعيطي تحدثوا لـ"العربي الجديد"، مشيرين إلى أن توجهه إلى مجال النشيد الإسلامي بدأ بحبه للشعر العربي، حيث كان من الفاعلين في جمعيات الشعر ومشاركاً رئيسياً في الجلسات الأدبية الطلابية أثناء دراسته الثانوية، قبل أن يلتحق بـ"القاعدة" ويصبح منشده المفضل الذي يطل في أغلب إصداراته المرئية.
وخلال الأسابيع الماضية تصدّر باقعيطي مجالس الوعظ التي يقيمها التنظيم في مدينة المكلا، وتقدم ليؤم بالناس صلاة التراويح في أحد أكبر مساجد المدينة.
وسهلت سيطرة تنظيم القاعدة على المكلا مهمة الطائرات الأميركية التي واصلت تحليقها في أجواء المكلا منذ نيسان/ أبريل الماضي وحصدت أبرز قيادات القاعدة بدءاً من نصر الآنسي ومأمون حاتم، مروراً بإبراهيم الربيش ووصولاً إلى زعيم التنظيم في جزيرة العرب ناصر الوحيشي. وهو ما يشير إلى أن باقعيطي لن يكون الأخير في هذا المسلسل الذي بدا بالنسبة لـ"القاعدة" بمثابة كابوس يلاحق أفراده.
وبعد مرور ثلاثة أشهر من سيطرة "القاعدة" على المكلا نفذت طائرات "الدرونز" الأميركية نحو ثماني ضربات جوية راح ضحيتها أكثر من 25 من عناصر التنظيم، وهو ما يؤكد وجود اختراق لصفوفه، بحسب مراقبين.
وفي السياق، يرى سياسيون أنّ سيطرة تنظيم القاعدة على المكلا كانت بمثابة الفخ الذي نصب له، مشيرين إلى أن العد التنازلي لمغادرته المدينة قد بدأ في ظل استمرار سقوط عناصره يوماً بعد آخر.
اقرأ أيضاً: القاعدة في حضرموت ينشئ هيئة لمحاسبة الأهالي