يبدو أن الحلم الذي كان يحلمه باعة الكتب المستعملة في الدار البيضاء، تحوّل إلى حدث ثقافي بارز يتكرر كل ربيع. فمعرض الكتب المستعملة الذي انطلق في "ساحة السراغنة" قبل سنوات بـ3000 عنوان فقط، يعرض هذه السنة، في دورته الثامنة، أكثر من 600 ألف عنوان في مختلف مجالات المعرفة.
هذه التظاهرة الثقافية الشعبية التي انطلقت اليوم الجمعة، وتستمر حتى 30 نيسان/ أبريل الجاري، تحت شعار "الكتاب مرآة الإنسان والمجتمع"، تقودها "الجمعية البيضاوية للكتبيين" التي يترأسها يوسف بورا، أحد أبرز الوجوه في سوق الكتب القديمة، وتقدّم كل عام للقراء كتباً معظمها لم يعد متوفّراً في المكتبات العامة، وأخرى نادرة، يبدأ سعرها بدرهمين (ربع دولار).
يتضمن المعرض لقاءات مع كتّاب وندوات فكرية وورش إبداعية وقراءات شعرية وحفلات توقيع كتب. ويشرف "نادي القلم المغربي" على إعداد البرنامج الثقافي للمعرض، بالتنسيق مع عدد من الجمعيات والمؤسسات النشطة. وتضم اللجنة الثقافية للمعرض خمسة عشر كاتباً وناشطاً ثقافياً.
أبرز الندوات ستناقش وضعية المثقف بين الاحتواء والتحرّر المعرفي والتخييلي في الرواية العربية، والقصة المغربية، والمسرح الفردي العربي. كما تتضمن الندوات عدة محاور منها، "أي ثقافة نريد؟" و"الجوائز الأدبية: نعمة أم نقمة؟".
يبقى ما يحتاجه معرض الكتب المستعملة في الدار البيضاء هو الدعم المادي أوّلاً، على غرار المعرض الرسمي، حتى تتمكّن الأطراف المنظمة من استقدام الكتّاب من مختلف جهات البلاد، ومن تعميق النقاش الثقافي والفكري بمشاركة أسماء تمثِّل مختلف مجالات الإبداع، في ظروف ملائمة.