"الحشد الشعبي" يروّج لانتصارات وهميّة

14 يونيو 2015
(أحمد الرباعي\فرانس برس)
+ الخط -

تبث مليشيات "الحشد الشعبي"، على مواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الموالية لها أخباراً يوميّة عن انتصارات تزعم تحقيقها، لكنها انتصارات وهمية لا مكان لها على الأرض. اعتقال النازحين وتصويرهم لتبني انتصارات، دفع الناشطين إلى توثيق تلك الجرائم وتقديمها إلى المنظمات الحقوقية الدولية، ضد قوى مسلحة بلغت أكثر من 40 مليشيا بحسب الناشطين.

وأوضح الناشط محمد الملا لـ "العربي الجديد" أن "مليشيات "الحشد الشعبي"، ارتكبت مجازر بشعة بحق المدنيين العزل في المناطق التي تسيطر عليها أو التي تدخلها بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وكلها موثقة بالصوت والصورة لنقدمها إلى المحكمة الدولية، خاصةً أنَّ المليشيات تصور تلك الجرائم وتبثها على صفحاتها الخاصة، وتتفاخر بها كعمليات حرق المدنيين وهم أحياء".

ويضيف الملا: "ما تسميه المليشيات نصراً من خلال مواقع التواصل، أو الفضائيات الموالية لها انتصارات وهمية، ولا صحة لها مطلقاً. فالمليشيات تخطف النازحين في مناطق سيطرتهم أو يعتقلون المئات من أهالي المناطق التي يدخلونها، ويصورونهم على أنهم من تنظيم "داعش" لعرضهم في تسجيلات مصورة كانتصار مزعوم. كما حصل في مدينة الدور بمحافظة صلاح الدين قبل أسابيع، حيث اعتقلت المليشيات مئات المدنيين من أهالي القضاء الذي تسيطر عليه، وعرضتهم على أنهم من عناصر "داعش"، ولا أحد يعرف مصيرهم حتى اللحظة".

إقرأ أيضاً: "دابق" البديلة... مقاربة داعش بالفكاهة

ويكشف الناشط الحقوقي هارون سعيد لـ "العربي الجديد": أن "ما يعلنه "الحشد الشعبي" عن تحرير منطقة هنا أو هناك أو انتصارات مزعومة مجرد تهويل إعلامي، لم تعد مقابر النجف وكربلاء والمحافظات الجنوبية تتسع لمزيد من جثث "الحشد الشعبي"، فاضطرت الجهات المعنية إلى افتتاح مقابر جديدة في مختلف المدن".
ويتابع سعيد: "لكن الخطير أنَّ هذه المليشيات حينما تدخل مدينة تبدأ بالإعدامات الميدانية للشباب والشيوخ، وتعتقل المئات منهم، وتعتدي على النساء ثمّ تطرد من تبقى من المدينة وتستولي على كل شيء، ولا تسمح بعودة النازحين إليها مطلقاً".

والحال نفسه يتكرر في محافظة الأنبار، حيث دخلت مليشيات "الحشد الشعبي" إلى عدد من المناطق القريبة من مدينة الرمادي مركز المحافظة، في محاولة لاستعادة المدينة التي سيطر عليها التنظيم بالكامل، فبدأت بطرد الشرطة من تلك الناطق ونهبت وسرقت كل شيء.

كما يشير المحلل الأمني، عبد الواحد الدليمي، مبيناً: "مليشيات الحشد الشعبي دخلت بلدة المضيق شرق الرمادي، وطردت الشرطة المحلية منها ثم قامت بعمليات نهب وسرقة واسعة لمنازل المواطنين وممتلكاتهم وتدميرها، ثمّ تقوم بتصوير تلك المناطق وتبثها في تسجيلات مصورة على أنها انتصار جديد".

وبالفعل فإن فيديوهات وصورًا كثيرة انتشرت في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل، وفي وسائل الإعلام تظهر الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيات بشكل يتعارض تماماً مع الانتصارات التي تدعيها، وتظهر أن هذه الانتصارات إما غير موجودة أم أنها عبارة عن جرائم وحشية ترتكب بحق مدنيين.


إقرأ أيضاً: العراق: المواطن بدلاً من الصحافة الساخرة