"الحرس" الإيراني يجدد رفضه التفاوض مع واشنطن... وظريف بنيويورك لشرح "الإرهاب الاقتصادي"

15 يوليو 2019
جدد "الحرس الثوري" الإيراني رفضه التفاوض مع واشنطن (Getty)
+ الخط -
أكد "الحرس الثوري الإيراني"، اليوم الأحد، أنّ طهران "لن تجري أي تفاوض" مع الولايات المتحدة، قائلاً إنّ واشنطن "لا تتمتع بأهلية التفاوض، ولا تلتزم بتعهداتها"، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من نيويورك، أنّ هدف زيارته هو شرح تداعيات "الإرهاب الاقتصادي الأميركي" ضد بلاده للعالم.

وقال المساعد السياسي لـ"الحرس الثوري الإيراني" يد الله جواني، في تصريحات أدلى بها لنادي "المراسلين الشباب"، إنّ "هناك إجماعاً بين مختلف الأجهزة الحاكمة في إيران حول عدم التفاوض مع أميركا".

وبحسب "المراسلين الشباب"، فقد جاء تجديد "الحرس الثوري" الإيراني رفض التفاوض مع الإدارة الأميركية، نفياً لإشاعات تمّ تداولها في شبكات التواصل الاجتماعية في إيران، نقلاً عن المكتب السياسي لـ"الحرس"، مفادها أنّ طهران قبلت التفاوض مع واشنطن، لكن ليس على مستوى الرؤساء، وإنما على مستوى وزراء الخارجية.

ووفقاً لهذه الإشاعات، فإنّ الإدارة الأميركية مررت رسالة إلى طهران عبر موسكو، لإجراء مفاوضات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني، لكن إيران رفضت ذلك، فيما قبلت بالمقابل بالتفاوض على مستوى وزراء الخارجية.

وأكد جواني أن "هذه الإشاعات في شبكات التواصل لا أساس لها من الصحة"، مبيناً أنها تأتي في سياق "عمليات نفسية، وأن مروجيها فاشلون سياسياً".

واتهم المساعد السياسي لـ"الحرس الثوري" الإيراني واشنطن بـ"السعى التأثير على الرأي العام الإيراني من خلال العمليات النفسية والحرب الناعمة"، مشيراً إلى أنها "تريد بث عدم الثقة والإحباط في المجتمع" الإيراني.

موسوي: الضربة بعشر ضربات

من جهته، أكد القائد العام للجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، في تصريحات نقلتها وكالة "فارس"، أنّ "أميركا ستتلقى عشر ضربات في حال وجهت ضربة واحدة" لبلاده.

وأضاف أنّ "أي دولة تقدم الدعم لأميركا في الحرب على بلدنا، سنستهدفها بمقدار دعمها"، مضيفاً أن "القوات المسلحة الإيرانية تلقت تعليمات بأن ترد على أي ضربة بعشر ضربات على أميركا والكيان الصهيوني".

وتابع موسوي أن "هذه هي قدرة إيران القوية"، لافتاً إلى أن "الأميركيين يعرفون هذه القوة جيداً، وأن هذه القوة الرادعة هي التي أبعدت شبح الحرب عن البلاد".

وفي تصريحات أخرى له، في وقت سابق من اليوم، قال القائد العام للجيش الإيراني إن بلاده "لن تكون البادئة في أي حرب".

وفي الوقت ذاته، أضاف موسوي أنه في حال شنت حرب على إيران "لن نعتمد الدفاع فحسب، بل قدرتنا الهجومية بعد بدء هجوم المعتدين، ستكون مدمرة تبعث على الندم".

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية، عن موسوي قوله من مدينة تبريز شمال غربي إيران، إن "الظروف الحالية في العالم والمنطقة تفرض علينا أن نكون متأهبين أكثر من قبل"، مشيراً إلى أن "أعداء الثورة لديهم مخططات شيطانية"، على حد قوله.

وأوضح قائد الجيش الإيراني أنّه "كلما يرتفع استعدادنا الحربي، فإنّ قدرتنا على الهجوم بعد الدفاع الأولي ستزداد".​

هدف ظريف من زيارة نيويورك

على صعيد آخر، وبعد وصوله إلى مدينة نيويورك الأميركية للمشاركة في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة حول التنمية المستدامة، عزا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، زيارته إلى شرح إنجازات بلاده في مجال التنمية المستدامة للعالم.

وأكد ظريف، للمراسلين، أنّه سيوضح كذلك للمجتمع الدولي "أن أميركا تشكل عقبة أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تصرفاتها وممارستها الإرهاب الاقتصادي، ومنعها إقامة علاقات دولية عادية في المجال الاقتصادي".

وفيما حلّت، اليوم الأحد، الذكرى الرابعة للتوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية، في 14 يوليو/ تموز 2015، قال ظريف، في معرض رده على سؤال ما اذا كان سيوقع على هذا الاتفاق لو عاد أربع سنوات إلى الوراء، "نعم كنا سنفعل ذلك بكل تأكيد، لأن أهدافنا من الاتفاق، المتمثلة في إخراج إيران من الإجماع الأمني قد تحققت"، وذلك في إشارة إلى إخراج إيران من تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف "لأن الاتفاق النووي أيضاً أجهض مشروع الكيان الصهيوني في وضع إيران تحت إجماع أمني دولي طيلة 40 عاماً".

وحول إن كانت هناك إرادة أوروبية للحفاظ على الاتفاق، قال إن "الأوروبيين يدّعون أنهم يرغبون في الإبقاء على الاتفاق النووي"، قبل أن يؤكد أن بلاده "لم تشهد سعي أوروبا في الحفاظ على الاتفاق".

ولفت إلى أن أوروبا لم تترجم رغبتها في الحفاظ على الاتفاق النووي إلى أفعال وإجراءات.

وتأتي هذه التصريحات بعدما دعت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي الايراني، في بيان مشترك، اليوم الأحد، إلى "وقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار" في هذا الملف.

وأعربت الدول الأوروبية الثلاث، في بيان أصدره الإليزيه عن قلقها "لخطر تقويض الاتفاق تحت ضغط العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، وبعد قرار إيران عدم تنفيذ العديد من البنود المحورية في الاتفاق".

ورداً على سؤال إن كان من ضمن جدول أعماله اللقاء مع أعضاء في الكونغرس الأميركي، أجاب ظريف أنه "اللقاءات الثنائية تندرج حالياً في إطار برنامج الأمم المتحدة".


وتؤكد زيارة ظريف إلى نيويورك، تراجع واشنطن عملياً عن فرض عقوبات عليه، بعدما أعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، في 24 يونيو/ حزيران الماضي، أنّ وزير الخارجية الإيراني سيوضع على قائمة سوداء في ذلك الأسبوع، وذلك بعدما فرضت واشنطن في اليوم نفسه عقوبات على المرشد الإيراني، علي خامنئي، وقيادات بارزة في الحرس الثوري.

وحينها، علّقت الخارجية الإيرانية على العقوبات ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، ونية واشنطن فرض عقوبات مماثلة على ظريف، بالقول إنها "تغلق طريق الدبلوماسية للأبد مع الإدارة الأميركية العاجزة".

وأكدت الخارجية أن هذه العقوبات "لا نتيجة لها وهي فاشلة"، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يعكف على تدمير جميع الآليات الدولية لحفظ السلام والأمن العالميين".

كما علّق ظريف نفسه على احتمال فرض عقوبات عليه، في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق من هذا الشهر بالقول: "لا أملك أي أصول وحسابات مالية خارج إيران. وإيران كل حياتي وهي التزامي الوحيد. لذلك ليست لدي أي مشكلة مع عقوبات محتملة".

وتعتبر زيارة ظريف إلى نيويورك الثانية له خلال هذا العام، حيث سبق أن زارها خلال نيسان/إبريل الماضي للمشاركة باليوم الدولي الأول للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام.

زيارة ماكرون

من جهة أخرى، علّقت الخارجية الإيرانية على تقارير صحافية عن زيارة قريبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لطهران، بنفيها، لافتة إلى أنّ هذه الزيارة "ليست مؤكدة، ولم يحدد لها موعد".

ووصفت الوزارة هذه التقارير بأنها "مفبركة" قبل أن تؤكد أنه "حتى اللحظة لا تأكيد رسمياً لإنجاز هذه الزيارة ولذلك لم يحدد موعد لها".

وكانت وسائل إعلامية إقليمية ودولية قد تحدثت، اليوم الأحد، عن زيارة قريبة لماكرون لإيران، معتبرة أنها دليل على نجاح زيارة مستشاره للشؤون الدبلوماسية إيمانويل بون، الذي زار طهران الأربعاء الماضي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد كشف، خلال مداولات قمة العشرين التي عُقدت مؤخراً في مدينة أوساكا اليابانية، أنّ نظيره الفرنسي يود أن يلتقي بالإيرانيين، وأنّه يشجعه على ذلك.

وتقوم فرنسا حالياً بجهد دبلوماسي لإنقاذ الاتفاق النووي من جهة، وخفض التوتر في المنطقة من جهة أخرى. وفي هذا السياق، سبق زيارة بون لطهران، اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الإيراني حسن روحاني، بحثا خلاله سبل الحفاظ على الاتفاق النووي.

المساهمون