"التعافي الأخضر": منتدى افتراضي يناقش تحديات التغير المناخي

18 سبتمبر 2020
انطلق حدث "التعافي الأخضر" في 16 سبتمبر لمدة يومين (Getty)
+ الخط -

 

في ظل الاهتمام المكثف بـ قضية تغير المناخ وما يرتبط بها من قضايا، ناقش "بروجيكت سينديكيت"، الخطوات المستقبلية التي ينبغي اتخاذها في هذا المجال.

 وفي حدث افتراضي، بعنوان "التعافي الأخضر" سلط "بروجيكت سينديكيت" (منصة رأي عالمية تكتب بها شخصيات بارزة بمختلف المجالات)، الضوء على أهمية التنوع البيولوجي والطاقة والاستثمارات العامة والحوكمة المالية والشركات، مع مجموعة واسعة من الخبراء.

وانطلق حدث "التعافي الأخضر" في 16 سبتمبر لمدة يومين، برعاية مؤسسة المناخ الأوروبية ومنتدى الدوحة ومؤسسات المجتمع المفتوح وبنك الاستثمار الأوروبي وناشيونال جيوغرافيك.

وافتتح اليوم الأول، رئيس بنك الاستثمار الأوروبي فيرنر هوير، الذي قال إنّه على الرغم من الخسائر الفادحة التي أحدثتها أزمة فيروس كورونا، في الأرواح والدخل الاقتصادي، فإنها تتيح لنا إعادة الإعمار وإيجاد وظائف بديلة مع أولئك الذين يدعمون الاقتصاد المستدام.

ولفت هوير إلى أنّ مجموعة بنك الاستثمار الأوروبي، وهي أكبر ممول عالمي متعدد الأطراف في الإجراءات المناخية، على استعداد للقيام بدورها.

وقال "لقد تعهدنا في نوفمبر 2019، بإلغاء تمويلنا للطاقة الأحفورية للوقود، ومواءمة جميع أنشطة التمويل مع أهداف اتفاقية باريس، مع نهاية هذا العام، وتخصيص ما لا يقل عن 50٪ من تمويل بنك الاستثمار الأوروبي للعمل المناخي والاستدامة البيئية بحلول عام 2025".

بدوره، قال رئيس جامعة كولومبيا السابق، خوان مانويل سانتوس، إنّ، التعافي الأخضر الحقيقي، لا يمكن أن يترك المجتمعات المحلية وراءه.

وأكّد سانتوس أنّ اتفاق إسكازو (وهي معاهدة جديدة تعمق العلاقة بين حماية البيئة وحقوق الإنسان في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي)، والحلول القائمة على الطبيعة وحماية التنوع البيولوجي، هي أمور ضرورية لإعادة بناء عالم أكثر أمانًا وعدالة.

وقال الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل حول فوائد الاستثمار في أنظمة النقل العام، جوزيف ستيجليتز، إنّ حجم الإنفاق الحكومي اللازم لمعالجة تغير المناخ يكلف مبالغ ضخمة من الاستثمارات، لأنّه يطاول كل قطاع في الاقتصاد.

وأوضح ستيجليتز أننا غالباً عندما نفكر في البيئة الخضراء، نفكر في الانتقال من استخدام مصادر طاقة الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن العدالة البيئية ترتبط بالعدالة الاجتماعية ولا يمكن الفصل بينهما.

 وقالت رئيسة أيرلندا السابقة، ماري روبنسون، في هذا السياق، إنه من المهم أن نرى الاتحاد الأوروبي يسير في الاتجاه الصحيح، خاصة أنه وافق على صفقة جديدة ولديه استراتيجية للتنوع البيولوجي.

وأشارت روبنسون إلى أهمية ما قالته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في خطابها الأربعاء حول رؤيتها لمستقبل الاتحاد الأوروبي، حيث انتقدت الأنظمة التي تقدر الثروة على الصحة. وأضافت أننا لم نشهد لغاية الآن، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، من يجمع بين الأطر الرئيسية للعمل، مشددة  على أهمية حماية 30 بالمائة من الأرض و30 بالمائة من المحيطات.

كذلك، تحدّث السكرتير التنفيذي السابق في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، أرلوس لوبيز، عن تأثير فيروس كورونا، على عدد من جوانب المناخ في أفريقيا، وقال إن الصلة بين الاثنين تتجلى بشكل واضح للغاية، وذلك عبر الطريقة التي يتجاوب بها الناس مع الأزمة، والتي تؤثر على النشاط الاقتصادي بشكل كبير.

وأشار إلى أن أفريقيا تواجه في الواقع حقيقة عدم توفر السيولة لأسباب كثيرة، منها العوامل الخارجية وأن لا أحد يساعد أفريقيا بالطريقة اللازمة.

وانطلق اليوم الثاني للتعافي الأخضر في 17 سبتمبر/أيلول، حيث افتتحه رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة، غوردون براون، لافتاً إلى أن هدف هذا الحدث هو التحقيق بما يحدث للمناخ والبحث عن حلول والضغط في سبيل التغيير.

وأعطى لمحة عن انخراطه في قضايا بيئية منذ 1992 عندما شارك في "قمة ريو"، إلى اتفاقية باريس عام 2015، التي وضعت أجندة جديدة للمناخ وأنشأت صندوقًا لمساعدة الدول النامية في التكيف مع تأثيرات تغير المناخ.

ويشير هذا الحدث إلى قيمة الأرباح التي ستحققها الأعمال التجارية التي ستتحول إلى صديقة للبيئة بحلول 2030، حيث تبلغ المدخرات والعائدات، 12 تريليون دولار أميركي، بينما من المتوقع أن يكلف التغير المناخي، الإقتصاد العالمي، مبلغ 600 تريليون دولار أميركي، بحلول عام 2100.

ويقر براون بأن الوقود الأحفوري، عزز النمو منذ الثورة الصناعية، لكن عواقبه كانت وخيمة على البيئة، بدأت بارتفاع درجة الحرارة في العالم وتلوث المناخ والتسبب بحرائق وفيضانات.

ويقول رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفن رود، في افتتاحية الجلسة الثانية للتعافي الأخضر "إن استطعنا معالجة قطاع الطاقة، فسيكون هناك تأثير كبير من ناحية قدرتنا على المحافظة على ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند معدل 1.5 درجة مئوية".

وتناقش قضية الطاقة الخضراء أيضاً الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المناخ الأوروبية، لورانس توبيانا، التي ترى أن هناك توجهاً لاستخدام الطاقة المتجددة لكنه بطيء. وتبدي تفاؤلاً حول مساهمة عدد من شركات الوقود في استخدام الطاقة المتجددة مثل شركة بريتيش بتروليوم "BP".

وفي هذا السياق، يقول الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر الدولية، عمران الكواري، إن بعض شركات الطاقة تقوم بدورها على الأقل.

ويرى الكواري أن الضغط من قبل قطاع الصناعة المالية على الشركات، سيغير الأمور وسيقود إلى تسريع الابتكار في إيجاد الحلول للحد من استخدام الكربون، لافتاً إلى أن تقليص مصادر كثافة الكربون، والوقود والغاز،  قد يحثّ المستوردين على الابتعاد بشكل تدريجي عنها ومواكبة ما يحتاجه السوق.

بدوره، تحدّث الرئيس التنفيذي السابق لشركة "PEMEX" للبترول، خوسيه أنطونيو جونزاليس أنايا، عن الحاجة إلى فرض ضريبة الكربون، واستغلال جائحة كورونا لمنع أسعار الوقود من العودة إلى الارتفاع.

وبينما أكّد الرئيس التنفيذي لمعهد روكي ماونتن، جولز كورتنهورست، أن أسعار الطاقة المتجددة باتت تنافس أسعار الوقود الأحفوري، وأصرّ على أن الأمر قد يبدو عكس ذلك في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن هذه المعادلة ستتبدل على المدى الطويل.

وختم النقاش رئيس وزراء إثيوبيا، الحائز على جائزة نوبل للسلام، آبي أحمد علي، الذي قال إن هذه الأجيال تختبر خسارات وأرباحاً كبيرة حول العالم، مع التقدم التكنولوجي بسرعة كبيرة، واستمرار البيئة بالتدهور، لافتاً إلى أن مسألة تغير المناخ قضية طويلة المدى في إثيوبيا.