يظلّ السؤال مطروحاً حول جدوى الملتقيات التي تُقام مؤخّراً في الجامعات العربية حول الترجمة، بالنظر إلى تداولها مجموعة من القضايا الراهنة ذات الصلة بنقد الترجمات أو بتأصيل المصطلحات أو الهوية والتثاقف، أو المتعلّقة بنظريات التلقي والتواصل باعتبار أن النقول من لغة إلى أخرى تُعدّ نصوصاً ثانية.
في هذا الأطار، تنطلق صباح غدٍ الخميس في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في "جامعة السلطان قابوس" بمسقط أعمال المؤتمر الدولي "استكشاف التقاطعات الثقافية بين اللغة واللغويات والأدب والترجمة"، والتي تتواصل حتى الثامن من الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من تسعين ورقة علمية يقدمها متخصصون وباحثون من بلدان عدّة.
يهدف المؤتمر إلى "التركيز على مفهوم ديناميكية الثقافة وتجلياتها في مجالات اللغة واللغويات والأدب والترجمة، وتسليط الضوء على التقاطعات الثقافية بين هذه المجالات الأربعة واستكشاف الآليات التي يمكن من خلالها فهم هذه التقاطعات أو انتقادها أو إعادة فهمها وإعادة بنائها"، بحسب بيان المنظّمين.
يتناول المشاركون أربعة محاور رئيسة، ففي مجال اللغة تبرز مسائل "قوة اللغة"، و"لغة القوة"، و"الابتكارات التكنولوجية وأثرها على الأنماط والممارسات الثقافية"، وفي مجال اللغويات هناك "التواصل بين الثقافات"، و"التواصل بواسطة الحاسوب"، و"اللغة والصراع".
أما في مجال الأدب، فسيتم تسليط الضوء على عدد من القضايا منها: "التركيبات الاجتماعية للثقافة"، و"الآداب الناشئة"، و"بناء نماذج للهوية"، وفي مجال الترجمة يناقش المداخلون "الهيمنة الثقافية والترجمة"، و"الترجمة في الأزمات"، و"الترجمة والتكنولوجيا".
يشارك في المؤتمر أكثر من مئتي أكاديمي وباحث يعملون في مجالات اللغة واللغويات والأدب والترجمة أو لهم اهتمامات بمجال التواصل بين الثقافات، منهم لورانس فينوتي أستاذ الترجمة من "جامعة تمبل" الأميركية، وديفيد دامروش أستاذ الأدب من "جامعة هارفرد" الأميركية، وأليستر كمنغ أستاذ الدراسات اللغوية من "جامعة تورونتو" الكندية، وريم بسيوني أستاذة اللغويات الاجتماعية من "الجامعة الأميركية".
يُذكر أن أوراق المؤتمر ستصدر في كتابين مستقلّين لاحقاً، الأول مع "دار سبرنر"، والثاني مع دار "دو جرويتر للنشر"، على غرار المؤتمرات السابقة ومنها "وصل النقاط في عالم عولمحلي".