"التحالف الوطني" يفشل في تجاوز عقدة المالكي

12 يوليو 2014
تعنت المالكي يهدّد فشل جلسة البرلمان غداً(على السعدي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أعلن مصدر في "التحالف الوطني" العراقي عن فشل رؤساء الكتل السياسية المنضوية تحت مظلته، في التوصل إلى حل لاختيار مرشح نهائي لمنصب رئيس الوزراء، بدلاً عن رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، في وقت تصر فيه الكتل البرلمانية، السنية والكردية، على تنحيه، فضلاً عن كتل وازنة داخل "التحالف الوطني" نفسه. ويأتي ذلك قبل يوم من موعد انعقاد جلسة البرلمان الثانية، التي من المفترض أن تشهد التصويت على المناصب الرئاسية الثلاثة في البلاد.

وقال القيادي في "كتلة الأحرار" التابعة للتيار الصدري، حسين البصري، إنه "حتى الآن، لم نتوصل إلى أي نتائج ملموسة، على الرغم من انتهاء الاجتماع الثاني عشر في غضون أسبوع واحد". وأضاف، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "المشكلة تتمثل في أن المالكي متمسك بالمنصب، ولا يريد أصلاً مناقشة رحيله، ويمارس ضغوطاً على الكتل كل واحدة على انفراد قبل كل اجتماع". ولفت إلى أنه لا تزال "كتلة المواطن"، التي يتزعمها رئيس "المجلس الأعلى الإسلامي"، عمار الحكيم، و"كتلة الأحرار"، على موقفهما من رفض تولية المالكي المنصب، في مقابل دعم ترشيح المالكي من قبل كتلته "دولة القانون"، وكتلة "الفضيلة".

واعتبر البصري أن "هذا يعني انقساماً كبيراً لا يبشر بخير على مستوى وحدة البيت الشيعي، رغم موافقة الكتلتين المعترضتين على أن يكون المرشح البديل عن المالكي من حزب الدعوة، ومن كتلة دولة القانون بشكل خاص". وأشار إلى أن "التحالف" سيشارك في جلسة البرلمان، المقررة غداً الأحد، بنصاب قانوني من دون قرار بتسمية مرشحه للمنصب.

من جهته، كتب القيادي في "التحالف الوطني"، أحمد الجلبي، وهو أحد اللذين تداول اسمه كمرشح محتمل لرئاسة الوزراء العراقية، على صفحته الرسمية على "فيسبوك" أن "استمرار تمسك دولة القانون بمرشح واحد، سيدفع الائتلاف العراقي لتشكيل تحالف جديد من  الفضاء الوطني الواسع، خلال الساعات المقبلة، بعد توجّب تقديم شخصية ذات مقبولية واسعة".

بدوره، حذر ممثل الأمم المتحدة الخاص في العراق، نيكولاي ملادينوف، اليوم السبت، من أن البلاد قد تغرق في فوضى، إذا لم ينجح برلمان البلاد في إحراز تقدم في ما يتعلق بتشكيل حكومة، خلال جلسته غداً الأحد، داعياً كل النواب إلى حضور الجلسة.

وأضاف ملادينوف، في بيان، وزع على الصحافيين في المنطقة الخضراء، إن "عدم إحراز تقدم في اختيار من يشغل أرفع ثلاثة مناصب حكومية، سيخدم فقط مصالح من يسعون لتقسيم شعب العراق، وتدمير فرصه في إحلال السلام والرخاء".

وفي ما يتعلق بمنصب رئيس البرلمان، أعلن المتحدث الرسمي باسم "تحالف متحدون"، ظافر العاني، عن وجود اتفاق على المرشح للمنصب، وهو جاهز للإعلان بعد إعلان "التحالف الوطني" عن مرشحهم لمنصب رئاسة الوزراء، شريطة ألا يكون المالكي.

وقال العاني، في بيان نشر على موقع كتلة "متحدون"، إن مرشح "تحالف القوى العراقية" لرئاسة البرلمان شبه جاهز، مبيناً أن التحالف سيقدم مرشحه بعد دقائق من إعلان "التحالف الوطني" اسم مرشحه، شريطة أن يكون غير المالكي. وأشار العاني إلى أنه في حال جرى اختيار المالكي، فإن تحالفه سيتجه إلى المعارضة.

وشهد منصب رئاسة الجمهورية، هو الآخر، اتفاقاً كردياً على تسمية مرشح له. وكشف القيادي في "التحالف الكردستاني"، حمة أمين، لـ"العربي الجديد"، عن أن التحالف اتفق على تسمية مرشحه للمنصب من حزب "الاتحاد الكردستاني"، بزعامة جلال الطالباني.

وأشار إلى وجود تنافس داخل الحزب، من المؤمل أن يحسم خلال ساعات، بين القيادي في الحزب، برهم صالح، ومحافظ كركوك، نجم الدين كريم، هو الطبيب الشخصي للطالباني.

وفي ما يتعلق بجلسة البرلمان المقررة غداً الأحد، أكد أمين على أن الأكراد "لن يسافروا غداً إلى بغداد، ما لم يحسم التحالف الوطني موقفه من المالكي".

وشنّ أمين هجوماً عنيفاً على المالكي واصفاً إياه بـ"الطائفي" و"العنصري"، وملمحاً إلى إمكان لجوء الأكراد لـ"خيارات مفتوحة"، في حال فرض "التحالف الوطني" ترشيح المالكي مجدداً.

المساهمون