"الأمر الوحيد الذي يجعل الأمور أسوأ هو قصف المدينة بقنبلة نووية". بهذه الفكاهة السوداء تنقل الكاتبة في صحيفة "التايمز"، هنا سميث، انطباعات سكان مدينة حلب. وتقول الكاتبة في تقرير تحليلي نشرته الصحيفة اليوم، الخميس، إن "هذه النكتة السوداء هي اليوم أقرب إلى الحقيقة" بعد الترسانة العسكرية الهائلة، التي ألقيت على المدينة التي كانت قبل ثلاثة أعوام ونصف العام عاصمة التجارة والصناعة في سورية".
وتورد الكاتبة شهادات شخصية لمجريات الأحداث في حلب وتقول: "في اليوم الأول لتغطيتي الصحافية للأوضاع في حلب في عام 2013، شاهدت كيف حول صاروخ سكود أطلقه الجيش السوري النظامي حيّاً بأكمله في حلب إلى ركام، وكيف تحولت المدينة بعد مرور عام إلى مدينة بلا حياة، تغص بالهياكل العظمية، وشوارعها خالية إلا من القطط الشاردة".
وتصف الكاتبة كيف بدأت "قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، برمي البراميل المليئة بالقنابل البدائية والمتفجرات والشظايا الحديدية في شتاء 2013". وتقول إن البعض فسر الأمر آنذاك بنقص الأسلحة عند جيش النظام، مشيرةً إلى أن الوضع في حلب أضحى أكثر سوءاً بعد استهدافها بأسلحة عسكرية روسية متطورة.
وتختم الكاتبة تقريرها بالقول: "سكان هذه المدينة، الذين تحملوا كمّاً هائلاً من المعاناة، يواجهون اليوم أقصى سلاح يمتلكه الأسد ألا وهو (التجويع)، الذي بات يطارد حوالى 300 ألف شخص ظلوا في المدينة، التي كانت موطناً لمليوني سوري، وجُلّهم من الفقراء والمعوقين والرافضين لفكرة اللجوء أو النزوح.
اقرأ أيضاً: سورية: المدن المحاصرة تنتظر المساعدات خلال أسبوع