"الباب": مسرح ضدّ الحرب في ليبيا

27 مارس 2018
(من عرض سابق للفرقة على مسرح هون)
+ الخط -

شهدت الحركة المسرحية في ليبيا ازدهاراً منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي وصولاً إلى نهاية السبعينيات، مع تشكّل العديد من الفرق وعودة نخبة من المسرحيين الذين درسوا في الخارج، لكن قلّة الدعم الرسمي وعدم الاهتمام بدمجه في المنظومة التعليمية ساهما في تراجع حضوره بعد ذلك.

في الجنوب الليبي المشتعل بقنابل الحرب ورصاص المتقاتلين، والذي يعيش انهياراً أمنياً كذلك، يستعد عدد من المسرحيين لإطلاق عرضهم "الباب"، الذي أعدّ نصه أيوب مازن، وأخرجه سعد حمودة مساء اليوم الثلاثاء في مدينة هون الواقعة وسط الصحراء، حيث أعلنت فرقة "ميديا هون" عن تنظيمه بمناسبة "اليوم العالمي للمسرح" بالتعاون مع "فرقة هون للمسرح" بالرغم من الإمكانيات المتواضعة.

يحمل النص المسرحي المنتظر عرضه رؤية واضحة في رفض منطق الاحتكام للسلاح، ويعكس من جانب آخر آلام المواطن ومعاناته بسبب استمرار الحروب والقتل في المنطقة، بحسب إعلان المنظّمين.

واجه فريق العمل عقبات عديدة منذ أن شبّ الحريق في مسرح المدينة العام الماضي، إلا أنه تمكّن من الاستمرار ومواصلة الاستعدادات. في حديثه لـ"العربي الجديد" يقول وليد بلاط، المهتم بالشأن الثقافي الليبي، إن "العرض يسعى من خلال القائمين عليه إلى تأكيد تمسك المدينة بأثرها الأدبي والثقافي فهي من بين المدن التي قدّم أبناؤها العديد من المساهمات في الثقافة والفن".

يشير إلى أن أعضاء الفرقة يعملون بجهود ذاتية صرفة بعيداً عن أي دعم حكومي، فــ"هم من رمّم المسرح إثر تعرّضه لحريق من قبل مجهولين، وأصروا على تقديم مسرحية "البكاء في غياب القمر" للكاتب السوري وليد إخلاصي ومن قبله مسرحية "حصص" أحد أعمال الكاتب المصري توفيق الحكيم".

يتابع "لقد تأسّس المسرح عام 1948، وهو من أقدم المسارح في ليبيا من حيث التأسيس والاستمرار، فقد عرض على ركحه أكثر من 20 عملاً"، لافتاً إلى أن "مسرح هون" استضاف مؤخراً عروضاً مسرحية للمدارس والمعاهد في المنطقة كمسرحية "ليبيا الى السلام" التي قدمتها طالبات المدرسة الثانوية بهون.

المساهمون