"الائتلاف" السوري يعدّ شكاوى ضدّ إيران

09 مارس 2015
مقاتل إيراني في سورية اعتقلته المعارضة (محمد الحلبي/الأناضول)
+ الخط -
بدأت اللجنة القانونية في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" السورية بتحضير شكاوى ومذكرات، لتوجيهها إلى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي، لطلب تدخل دولي، من أجل إنهاء التدخل الإيراني في سورية، وذلك قبل أسابيع قليلة من القمة العربية المزمع عقدها في مدينة شرم الشيخ المصرية في نهاية شهر مارس/آذار الحالي. يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد التمدد الإيراني وزيادة نفوذه في المشرق العربي.


وأكّد الأمين العام للائتلاف السوري المعارض، يحيى مكتبي، لـ"العربي الجديد" أنّ "اللجنة القانونية في الائتلاف السوري بدأت أخيراً بدراسة الحيثيات القانونية المتعلقة بإعداد مذكرات توجّه للجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي". وأوضح أنّ "اللجنة تحضّر بشكل متزامن مجموعة طلبات توجّه للأطراف ذات الشأن، لمساعدة الشعب السوري في التصدّي للاحتلال الإيراني لسورية".
وأوضح مكتبي أنّ "الائتلاف يستند في طلبه إلى استباحة سورية من مجموعة كبيرة من الأطراف الخارجية، يأتي في مقدّمتها إيران، التي تتدخل بشكل مباشر في سورية عبر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، والمليشيات الطائفية العراقية، التي تقاتل جميعاً إلى جانب النظام السوري بتوجيهات من الحكومة الإيرانية".
ونوّه مكتبي إلى أنّ التدخل الإيراني تطور بشكل كبير في الفترة الأخيرة؛ وبعدما كان يقتصر على وجود خبراء في سورية يساعدون قوات النظام في قتالها قوات المعارضة السورية، بالتزامن مع إنكار دائم من الحكومة الإيرانية لهذا الوجود، بات الوجود الإيراني في سورية مفضوحاً وعلنياً في الفترة الأخيرة، وتطور إلى تدخل عسكري مباشر. وصار سقوط قتلى للحرس الثوري الإيراني أثناء المعارك، نبأ عادياً. وقال مكتبي إن "التدخل الإيراني جعل من سورية بلداً محتلاً من قبل إيران، ودفع "الائتلاف" إلى البدء في التحضير لخطوات توضح حيثيات احتلال إيران المباشر لسورية، وتطالب بتدخل دولي لتخليص الشعب السوري من الاحتلال الإيراني".

اقرأ أيضاً (إيران تعلن مقتل قائد لواء "فاطميون" في سورية)

وأوضح مكتبي أن الأمانة العامة للائتلاف بانتظار نسخ من الشكاوى والمذكرات من رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف، هيثم المالح، ليتمكن من البدء بخطوات تنفيذية، لتوجيه هذه الشكاوى والمذكرات، وذلك بعدما أصبح موضوع التدخل الإيراني في دول المشرق العربي يتصدر مباحثات ولقاءات ممثلي الدول العربية الداعمة للشعب السوري مع ممثلي الأطراف الدولية الفاعلة، خصوصاً بعد دعم إيران لجماعة الحوثيين في اليمن، التي تمكّنت من الانقلاب على السلطات الشرعية في اليمن.

بدوره، أوضح نائب رئيس "الائتلاف" السوري، هشام مروة، لـ"العربي الجديد"، أنّ اللجنة القانونية في الائتلاف تقوم بإعداد ملفات توثيق اعتداءات ارتكبتها قوات أجنبية على الأراضي السورية بشكل مخالف للقانون الدولي.

وأكد مروة أن اللجنة القانونية تعمل على مسارين متوازيين بشكل متزامن: المسار الأول يتمثل في تقديم "الائتلاف"، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، شكاوى ومذكرات توضح مدى تدخل إيران والمنظمات العسكرية غير السورية وقتالها على الأراضي السورية، باعتبار ذلك انتهاكا صارخا لسيادة سورية، واعتداء على شعبها. والمسار الثاني هو إعداد ملفات توثيق الاعتداءات على الشعب السوري على أراضيه ورفعها إلى مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية. ذلك أن هذه الجرائم المرتكبة على الأراضي السورية لا تدخل في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، لأن سورية غير موقعة على اتفاقية روما، الأمر الذي يوجب على "الائتلاف" السوري إقناع المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بتحريك دعوى ضد مرتكبي جرائم الحرب في سورية.

وأشار مروة إلى أن اللجنة القانونية في الائتلاف سجلت الكثير من الملفات في مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، لم يتم تحريك أي دعوى حتى الآن في المحكمة ضد مرتكبي جرائم الحرب في سورية، موضحاً أن اللجنة القانونية ستواصل عملها على هذا المسار، حتى إقناع المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بتسجيل الدعوى ضد مرتكبي جرائم الحرب.
وظهر بشكل واضح، في الفترة الأخيرة، مدى تصاعد التدخل العسكري من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والمليشيات العراقية في سورية، إذ شاركت هذه القوات في معارك حلب ودرعا.

وبث نشطاء معارضون للنظام السوري أمس مقطعاً مصوراً حصلوا عليه من هاتف أحد عناصر حزب الله اللبناني الذين قتلوا شمال حلب أخيراً، يظهر فيه العشرات من جنود حزب الله اللبناني وهم يهتفون بشعارات طائفية، ويتوعدون سكان ريف حلب بالقتل والتشريد.
وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد أصدرت، منذ أشهر قليلة، دراسة مفصلة توثق مشاركة المليشيات الطائفية العراقية والإيرانية واللبنانية في القتال إلى جانب قوات النظام السوري. وأكدت الدراسة أن معظم الجبهات الشمالية والوسطى والجنوبية في سورية تقاتل فيها المليشيات العراقية والأفغانية كخط دفاع أول تحت إدارة قياديين في حزب الله وضباط من الحرس الثوري الإيراني، الذين يشارك الآلاف من عناصرهم كمقاتلين أيضاً في هذه المعارك، لكنهم يمتلكون خبرة وتدريباً أعلى وأكثر نوعية، بينما يستلم النظام بعض القطاعات في هذه الجبهات وحده، ولا يشترك بنسب متفاونة في باقي الجبهات، ويوفر الغطاء الجوي والمدفعي لهذه المجموعات.
كما وثقت الشبكة قيام المليشيات التابعة لإيران بارتكاب عشرات مجازر التطهير الإثني في محافظات حلب وريف دمشق وحمص، والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين السوريين الذين قامت هذه المليشيات بقتلهم بناء على انتمائهم المذهبي.
المساهمون