بعد جدل دام قرابة ثلاثة أعوام، صادق البرلمان المغربي، منذ أيام، على اعتماد الطابع الرسمي للغة الأمازيغية واستعمال حرف "تيفيناغ" في كتابتها بشكل إلزامي إلى جانب العربية على بطاقات الثبوتية الشخصية والأوراق المالية والوثائق الإدارية والأحكام القضائية.
خطوات عديدة تُطبَّق ببطء منذ ثماني سنوات باتجاه تمكين الأمازيغية بعد إجراء تعديلات دستورية، ومنها "إنشاء الأوركسترا الفلهارمونية الأمازيغية" التي تتالت المطالبات بها من قبل العديد من الموسيقيّين، من بينهم الفنان خالد البركاوي، مؤسّس "مجموعة إينوراز" وعدّة مجموعات موسيقية أخرى.
منذ عام 2017، بدأ التحضير لإطلاق الفرقة على عدّة مستويات، أولها يتعلّق بالبعد التقني والفني لتجهيز المسرح وقاعة العرض ضمن المقاييس والمعايير العالمية، بما براعي الخصوصية الأمازيغية، بموازاة بحث موسيقي لدمج عدد من الآلات الموسيقية العصرية مع الآلات التقليدية الأمازيغية برؤية تتيح تقديم معزوفات بأنماط متعدّدة.
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للموسيقي، تقيم "جمعية "إنوراز للموسيقي"، عند التاسعة من مساء بعد غدٍ السبت، على خشبة "مسرح الهواء الطلق" في مدينة أغادير (600 كلم جنوبي الرباط) أوّل حفل موسيقي لفرقة "أوركسترا فيلارمونيك أمازيغ" بتنظيم من المجلس الجماعي للمدينة ووزارة الثقافة ومجلس جهة سوس - ماسة، و"المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية".
تجمع هذه التجربة الموسيقية الجديدة من نوعها، بحسب بيان المنظّمين، أكثر من ثمانين موسيقياً على خشبة مسرح واحد، يتقدّمهم أبرز المغنّين والمغنّيات بالأمازيغية، مثل علي شوهاد، وفاطمة تحيحيت، وحميد إنرزاف، وعلي فايق، وهشام ماسين، وزهيرة ياسين.
إلى جانب مشاركة عازفين على الآلات الموسيقية الغربية والأمازيغية، حيث يتمّ استعادة مقطوعات عديدة من التراث الموسيقي الأمازيغي بشكل حي على طريقة الأوركسترا الفلهارمونية، في حفل يمتّد لساعتين. ولم يعلن المنظّمون برنامجاً مفصّلاً يتضمّن المعزوفات التي ستؤديها الفرقة.
يُذكر أن وزارة الثقافة الجزائرية أعلنت العام الماضي عن إنشاء أوركسترا جزائرية للموسيقى السيمفونية الأمازيغية، لكن لم يتمّ اختيار أعضائها وآليات العمل على وضع منهاجها الموسيقي، رغم التصريحات الرسمية المتكرّرة بقرب إطلاق المشروع.