"الأهرام" تعتذر من "نيويورك تايمز" بالإنجليزية وتتهرّب بالعربية

21 أكتوبر 2014
ليست هذه سقطة "الأهرام" الأولى (أود اندرسن/فرانس برس)
+ الخط -

هو لا يشبه الاعتذار، ولا يشبه التصحيح أو التصويب، ولا هو حتى استدراك للموقف. فتعامل جريدة "الأهرام" المصرية، ومجلس إدارتها مع أزمة مقال "نيويورك تايمز" حوّل الموقف إلى "فضيحة كبرى" بحسب البعض.
وكانت جريدة "الأهرام" المصرية، قد نشرت تقريراً في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعنوان "كاتب أميركي: السيسي رجل دولة يحظى بالاحترام والتقدير"، عن مضمون مقال لمدير مكتب في جريدة "نيويورك تايمز" الأميركية في القاهرة، ديفيد كيركباتريك، بعنوان "بينما يبحث المصريون عن الاستقرار... السيسي يحصّن رئاسته"، من دون أن تشير إلى أن المقال نقلاً عن "وكالة أنباء الشرق الأوسط" (وكالة الأنباء الرسمية في مصر).
إلا أن مراسل جريدة "نيويورك تايمز" في مصر، خرج ليؤكد أن جريدة "الأهرام" حرّفت مقاله، بتشويه مضمونه خدمةً للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. "الأهرام" في اليوم التالي للتكذيب، لم تعتذر عن نشر المقال المحرف، بل اكتفت بالتنويه إلى أنها نشرت مقاله نقلاً عن ترجمة وكالة الأنباء الرسمية في مصر "الشرق الأوسط".
ثم أوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام"، أحمد النجار، الموقف من خلال تدوينات عدة على صفحته على "فيسبوك" "عندما يتم إسناد الخبر إلى وكالة أنباء فهي المسؤولة عنه جملة وتفصيلاً، والمذهل أنني لم أسمع أحداً يتحدث عن وكالة أنباء الشرق الأوسط التي قدمت ترجمة محرفة لتقرير ديفيد كيركباتريك في جريدة "نيويورك تايمز"، وكأن المطلوب هو تحميل "الأهرام" رزايا الآخرين والسلام".
ووصف النجار رد فعل "نيويورك تايمز" على ما نشرته الأهرام بـ"التنطع"، إذا قال "لكن ذلك لا يمنع أن "الأهرام" بقيمتها وقامتها وقسمها الخارجي الذي يبلغ تعداد العاملين فيه قدر جريدة بأكملها والذي يضم كفاءات رائعة ما كان له أن يعتمد على ترجمة الوكالة أصلاً حتى لو تدخلت اعتبارات الوقت في الموضوع. وكان ينبغي توضيح الأمر في اليوم التالي وقد طلبت ذلك فعليّاً، وأدى التأخير في ذلك إلى تنطع الجريدة الأميركية التي لم تنظر للوكالة التي ارتكبت الخطيئة ونُقل الخبر عنها، بل وجدت أن الصيد الكبير لتنطعها هو عملاق بقيمة "الأهرام". في هذه الواقعة الخطأ عند آخرين (الوكالة) وليس نحن، لكن في آليات العمل لا يجوز الاعتماد مطلقاً في الترجمة إلا على القسم الخارجي الشديد التميز أصلاً".
ومع الانتشار السريع للأزمة بين الصحيفتين على مواقع التواصل الاجتماعي، والصحف الأجنبية، لم تجد مؤسسة "الأهرام" مفراً من تقديم اعتذار واضح في نسختها الإنجليزية، وهو الأمر الذي لم يسلم أيضاً من الانتقاد. إذ نشر موقع "هافنغتون بوست" الأميركي، مقالاً بعنوان "تعتذر في النسخة الإنجليزية، ولا تفعل في نسختها العربية". وانتقد الموقع بذلك جريدة "الأهرام" المصرية لنشرها اعتذاراً على موقعها الإنجليزي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فيما نفت علاقتها بالأمر، في افتتاحيتها في نسختها العربية، محمِّلة الأمر برمته لـ"وكالة أنباء الشرق الأوسط".
كما نشر الموقع الإلكتروني المصري، "ساسة بوست"، تقريراً بعنوان "نيويورك تايمز تفضح الأهرام لكذبها في ترجمة خبر بشأن السيسي". وهذه طبعاً ليست المرة الأولى التي تعمد فيها الصحيفة المصرية إلى نشر مقالات خاطئة أو تتلاعب بترجمة مقالات أجنبية.
وجاءت هذه الأزمة لتضاف إلى أزمات "نيويورك تايمز" في مصر، خصوصاً بعد افتتاحيتها الشهيرة التي هاجمت وانتقدت فيها النظام المصري الحالي ورئيسه.

المساهمون