"الأمير أستورياس" في قبّعة الإيرلندي جون بانفيل

06 يونيو 2014
+ الخط -

"مترنِّحاً على حافة الشيخوخة، يمكنني أن أتعلّم الكتابة". بهذه الكلمات ردَّ الكاتب الإيرلندي جون بانفيل (John Banville) ـ الذي بلغ السبعين وطوى نصف قرن من الكتابة ـ على الرسائل الإلكترونية التي وصلته مهنِّئةً إياه بحصوله على "جائزة الأمير أستورياس" الإسبانية للآداب 2014.

منذ أن كان صبياً في الثانية عشرة من عمره تأكَّد بانفيل من رغبته في أن يصبح كاتباً. درس في مدرسة الإخوان المسيحيين ومدرسة سان بيدرو الكاثوليكية في ويكسفورد. وبدلاً من التحاقه بالجامعة فضَّل أن يبدأ العمل في إحدى شركات الطيران متجولاً في العالم، الأمر الذي أغنى تجربته الابداعية.

لاحقاً سيعلق "بانفيل" على قراره هذا بقوله: "كان خطأ فادحاً، كان علي الالتحاق بالجامعة. آسف لعدم قضائي هذه الأعوام الأربعة في السُّكر والوقوع في الحب. بيد أنني كنت أريد مغادرة عائلتي، كنت أود أن أكون حرّاً".

عام 1970، أصدر أول مؤلَّفاته، "لونغ لانكن"، وهي مجموعة قصصية، ثم كتب عدداً من الروايات، من أهمها "البحر" التي نالت جائزة البوكر 2005.

يُعرف عن "بانفيل" أسلوبه المتميز في النثر والمشحون بسخرية سوداء تعكس تأثره بـ"نابوكوف". وتحت اسم مستعار هو "بينجامين الأسود"، أصدر عام 2006 كتاباً بعنوان "سرُّ كريستين"، أتبعه بأربع روايات سوداء.

عن ازدواجيته ككاتب قال: "الفن هو أمر غريب. فتَحتَ قبَّعة بانفيل أستطيع أن أكتب 200 كلمة في اليوم. في يوم ما قرَّرت أنّ بإمكاني أن أصبح شخصاً آخر تحت قبَّعةٍ أخرى، وتحت هذا الجلد الثاني، أستطيع أن أذهب لتناول الطعام بعد أن أكون قد كتبت آلافاً من الكلمات، ربما 2000 كلمة مستمتعاً بها. إنه أمر لا يُصدَّق أن تكتشف كيف يعيش رجل آخر في حياتك ويستخدم يديك ويلهو بهما. الكتابة هي عمل خاص، حاجة كالتنفُّس. سواء من فمي أو من فم (بنجامين) الأسود".

وفي مقارنة ما بين الشخصيَّتيْن يوضِّح: "الأسود حِرفي، أما جون بانفيل فيحاول أن يكون فنَّاناً". الأسود هو "كالبهلوان (المتوازن على حبل) ـ شخص لا يرى خلفه، ولا أسفله، ولا يَشُكُّ لأن عليه المضي إلى الأمام حتى النهاية - في حين أن بانفيل ما هو إلا خُلدٌ عجوز مسكين يحفر في الظلام ولديه عراقيل في طريقه، ثم شيئاً فشيئاً، يأمل أن يخرج إلى النور..."

دلالات
المساهمون