"الأميرة الحمراء".. سيرة وتتويج

25 ابريل 2014
إلينا بونياتوسكا
+ الخط -
وُلدت إِلينا بونياتوسكا (المتوّجة أول أمس بجائزة سرفانتس) يوم 19 أيار/ مايو 1932. والدتها باوليتا أو دولوريس أمور (مواليد باريس 1913) كانت ابنة لعائلة نُفِيت من المكسيك بعد الثَّورة (1910 ـ 1920) لأسباب سياسيَّة. وفي باريس تزوّجت من منفيٍّ آخر هو وريث التاج البولندي، جون إيفريمونت بونياتوفسكي سبيري، حيث وُلدت هيلين (أو إلينا)، وأختها صوفيا. وقد ورثت إلينا لقب "أميرة بولونيا"، وإن كانت هي نفسها تؤكد أنّه لا يعني لها الكثير، وأنها قليلة الاحتكاك بالفرع الأوروبي من عائلتها التي تسمِّيها "الأميرة الحمراء".

عام 1941 هربت باوليتا بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية مع بناتها وقرَّرت اللجوء إلى المكسيك. أما والد إلينا، فقد شارك في الحرب (مع الجيش الفرنسي) حتى نهايتها، ثم انضمَّ إلى عائلته التي اكتملت بولادة الأخ الأصغر جان عام 1947.

سافرت إلينا إلى أميركا عام 1949، حيث أرسلها والداها إلى مدرسة داخلية دينية، لكنّها كانت بعيدة عن العالم الحقيقي الذي لم تكن تعايشه بسبب انتمائها الطّبقي. عادت إلى المكسيك عام 1952، وخالفت ما كان مقرّراً لها من الزواج بأحد الأمراء الأوروبيين، إذ أنّها انخرطت في العمل الصّحفي عام 1953، حيث عملت في صحيفة "الإكسسيليور"، مولية اخبار المجتمع اهتمامها. وقد حملت كتاباتها اسم هيلين.

ولأنّها اعتبرت أن المكسيك ما زال بالنِّسبة لها بلداً مجهولاً؛ فقد تعرّفت على مشاكله أكثر، عبر المقابلات التي أجرتها مع كبار الفنانين المكسيكيين الذين لم تكن تعرفهم سابقاً. وكانت إلينا قد تعلّمت الإسبانية من مربيتها "ماجديلينا كاستيو"، لأن والديها لم يبديا اهتماماً بلغة يُعتبر تعلمها تحصيلاً حاصلاً في بلد يتحدّث بها كالمكسيك.

انتقلت بونياتوسكا بعد عام من عملها في "الأكسسيلور" إلى صحيفة "نوفيدادس". وفيها زاد عدد قرّائها بسبب كتاباتها المتميِّزة.

"ليلوس كيكوس" كانت روايتها الأولى المنشورة عام 1955، وهو العام الذي أنجبت فيه ابنها البكر، إيمانويل.

عام 1965، أدخلت ابنها في مدرسة داخليّة في سويسرا ورافقت والدتها في جولة في بولندا، وحينها بدأت حياتها تأخذ منحى آخر. فقد أرسلت لصحيفة "نوفيدادس" سلسة من الأخبار، وبدأت تطرح تساؤلات عن الحس الأخلاقي، والعدالة، وعبثية الحياة. وكان لعلاقة الصداقة التي جمعتها بالرّسام الاشتراكي "ألبرتو بيلتران" تأثير كبير على تفكيرها وشعورها، لتكون النّتيجة مؤلَّفاً بعنوان "كل شيء بدأ ذات أحد". وهو كتاب يحكي عن المهمّشين، والمشاكل التي تعاني منها المكسيك.

وفي المكسيك، وتحديداً في إحدى زوايا شارع ريفيّاخيخيدو، كانت هناك امرأة غسَّالة تتحدث بقوة وحكمة تدعى "خوسيفينا بوركيس"، أيقظت في إلينا حينها روح الصّحافي، فأجرت معها حواراً طويلاً كان البذرة لروايتها الحاصلة على "جائزة ماساتلان" في الأدب، "كي لا أراكَ يا يسوعي".

عام 1968 تزوّجت عالم الفيزياء الفلكية جييرمو آرو، وأنجبت منه ولديها فيليب وباولا، وعندها قرّرت اعتماد جنسيتها المكسيكية.

في ذلك العام كتبت إلينا تقريراً عن مأساة "تلاتيلوكو" التي قتلت الحكومة خلالها متظاهرين. وقد رفضت الصحيفة نشره، كما لم تنشر المقابلة التي أجرتها مع أوريانا فاياسي، إحدى ضحايا الأحداث. بعد أشهر توفي شقيقها جان في حادث فانهار والدها تماماً، لكنه تمكن من الصمود 11 عاماً أخرى، ليتوفى في العام 1975.

رفضت إلينا تسلّم جائزة خافير فياوروتيا عام 1971 عن روايتها "ليلة تلاتيلوكو"، حيث كان رئيس المكسيك في ذلك الوقت هو لويس إيتشيفاريا (كان سكرتير [رئيس] الحكومة خلال أحداث المأساة). وفي عام 1979 حازت الجائزة الوطنية في الصحافة.

نشرت بونياتوسكا عام 1992 رواية استغرقتها عشر سنوات من الكتابة، وأسمتها "تينيسيما". وعلى الفور بدأت العمل على الرواية التالية، "ت. تاوري".

كتبت إلينا أيضاً القصة القصيرة والشعر. ومنذ عشرين عاماً تخصص وقتاً لإعطاء دروس كل خميس في ورشة عمل أدبية في بيت "أليسيا ترويبا"

تعيش إلينا حالياً في تشيماليستاك مع أصغر أولادها سيلفانا وجاسباتشي، ومع كلبتها لوبا، وسيل لا يتوقف من الزوار.

المساهمون