"إيغود": موطن أقدم إنسان في التاريخ

12 اغسطس 2017
اكتشفت بقايا "الهومسباينس" في إقليم اليوسيفية جهة مراكش (Getty)
+ الخط -
أفادت وزارة الثقافة والاتصال المغربيَّة، على لسان وزيرها، محمد الأعرج، بأنَّها تعتزم تحويل جبل "إيغود"، موقعاً تاريخياً وأثرياً بعد اكتشاف بقايا "الهومسباينس" بإقليم اليوسيفية جهة مراكش.


وقد اكتشِفَ جبل "إيغود" بالمصادفة في مطلع عام 1960على أيدي باحثين أوروبيين. ومنذ ذلك الحين، اكتُشِف عدد كبير من الأحفوريات، ما جذب عدة بعثات أثرية من أنحاء العالم. 

خلال حزيران/ يونيو الماضي، وجدت بعثة مكوّنة من علماء آثار ألمان ومغاربة بقايا (جمجمة وعظام) للإنسان البدائي العاقل “homo sapiens” التي غيّرت مفاهيم عدة حول تاريخ البشرية.

وصرح، محمد الأعرج، لوسائل محلية بأنّ "الوزارة تعمل حالياً على تصنيف وترتيب جبل إيغود ضمن المواقع التاريخية الوطنية والعالمية نظراً لقيمته الأثرية التي تعيد دراسة تاريخ البشرية". مردفاً أنّ "مؤسَّسات ومعاهد دولية عديدة تهتم بالموقع الأثري "إيغود"، حالياً، بعد أن ذاع صيته عالمياً"، ويُحتمَل أن تحتوي المنطقة على اكتشافات أثرية مستقبلية شأنها أن تضاف للدراسات الأنثربولوجية التطورية.

وقد أعلن "المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والاتصال"، أنَّ الباحثين عبد الواحد بن نصر والألماني جان جاك هوبلان، قاما بالكشف عن بقايا عظام إنسان ينتمي لفصيلة "الإنسان العاقل البدائي" (Homo sapiens) ترافقها أدوات حجرية ومستحثات حيوانية بموقع جبل "إيغود" بإقليم اليوسفية.

وتم تحديد تاريخ هذه الأثريات بحوالي 300 ألف سنة، بواسطة التقنية الإشعاعية لتحديد العمر، واعتبر المعهد أنَّها أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل المكتشفة حتى اليوم. إذ يفوق عمر أقدم "إنسان عاقل" تم اكتشافه إلى الآن حوالى 195 ألف سنة، مضيفاً أن "هذه الاكتشافات تشكل موضوع مقالين نُشرا في مجلة "نايتشر" (الطبيعة)" في عدد سابق.

اهتمت الصحافة الدولية بالخبر، ووصفته بـ"الإنجاز الكبير"، وقد نشرت "العربي الجديد" تقريراً حول الاكتشاف حيث ورد فيه أنّ "عمال مناجم بالمغرب قاموا بالحفر عام 1961، وعثروا على قطع لجمجمة في الموقع ذاته حيث كشفت الحفريات لاحقاً عن عدد قليل من العظام جنباً إلى جنب مع شفرات الصوّان، وباستخدام تقنيات خام". وقدر الباحثون عمر البقايا بـ40,000 سنة.

وقام الباحث، جان جاك هوبلان، الذي يعمل حالياً في معهد "ماكس بلانك" الألماني المتخصص بعلم الإنسان التطوري بإجراء نظرة فاحصة، فوجد الأسنان تحمل تشابهاً مع تلك التي يملكها البشر، ولكن الشكل بدا بدائياً غريباً، واستمرت الحفريات حتى سطع الاكتشاف الأهمّ حول بقايا الإنسان البدائي العاقل.


وأوحى الاكتشاف بأنّ أقدم الأحفوريات البشرية الموجودة، قد تطورت في إفريقيا، ثم انتقلت إلى رقع جغرافيا أخرى. 

ودفع ذلك إلى توشيح الباحثين عبد الواحد بنصر، الأكاديمي في معهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، والباحث الألماني هوبلان عن معهد "ماكس بلانك" بوسام ملكيّ من طرف العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لـ"عيد العرش" في آب/ أغسطس الجاري.

في السياق ذاته، تعمل وزارة الثقافة والاتصال على إنشاء مراكز ثقافية "للقرب" بمنطقة اليوسيفية، وتوفر لها بنيات تحتية لإعادة الاعتبار للمنطقة، وإتاحة فرصة المطالعة والقراءة للشباب.
دلالات
المساهمون