"إف.بي.آي" يرفع أسهم كلينتون... وولايات قد تحسم السباق مبكّراً

07 نوفمبر 2016
انتعاشة طفيفة لكلينتون في الاستطلاعات (تشيب سمودفيلا/Getty)
+ الخط -


رجّحت استطلاعات الرأي المختلفة، التي أُجريت عبر أكثر من مؤسسة اليوم الاثنين، كفّة المرشّحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، على منافسها الجمهوري، دونالد ترامب. ورغم أنّ النتائج بين المرشّحين لا تزال متقاربة؛ إلّا أنّ كلينتون كسبت نقاطاً إضافيّة بعد إعلان مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، بالأمس، تبرئتها في قضيّة البريد الإلكتروني.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة مونماوث، ونشر اليوم، تقدّم المرشحة الديمقراطية بستّ نقاط مئوية بين الناخبين المحتملين، فيما بيّن أحدث استطلاع للرأي أجرته "رويترز/إبسوس" تقدّم كلينتون على منافسها الجمهوري بفارق خمس نقاط مئوية على مستوى كل الولايات، بنسبة 44 إلى 39 في المائة، في حين كشف استطلاع آخر لـ"فوكس نيوز" أن كلينتون تتقدم بأربع نقاط مئوية على المرشح الجمهوري.

وذكرت "فوكس نيوز" أن كلينتون حصلت على نسبة تأييد بلغت 48 في المائة في استطلاع رأي قبل الانتخابات المقررة، غداً الثلاثاء، وحصل ترامب على نسبة 44 في المائة، علماً أنها كانت تتقدم بفارق نقطتين مئويتين فقط في الاستطلاع السابق الذي أعلنت القناة ذاتها نتائجه يوم الجمعة، أي بعد كشف مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، عن إعادة فتح قضيّة خادم البريد الخاصّ لكلينتون.

ومن جانبها، أوضحت جامعة مونماوث، في بيان، أن استطلاعها، الذي شمل 802 من الناخبين المسجلين، خلص إلى أن 50 في المائة يؤيدون كلينتون، بينما يؤيد 44 في المائة ترامب، بهامش خطأ مقداره 3.6 نقاط مئوية، زيادة أو نقصاناً. وقالت الجامعة إن آخر استطلاع نشرته في 17 أكتوبر/تشرين الأول أظهر تقدم كلينتون بمقدار 12 نقطة.

في المقابل، أظهر آخر استطلاع للرأي، أجراه معهد كوينيبياك، الاثنين، أن الخصمين متعادلان في كارولاينا الشمالية وفلوريدا، وهذه الولاية الأخيرة يمكن أن تقرر، وحدها، نتيجة الانتخابات الرئاسية إذا خسرها ترامب.

وتحول التأييد في ولايتي فلوريدا وكارولاينا الشمالية المتأرجحتين، من الميل باتجاه كلينتون؛ إلى التساوي تقريباً بين المتنافسين، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز".

خطابات أخيرة

وينظم المرشحان، في اليوم الأخير من حملتهما الانتخابية التاريخية، تجمعات في عدد من الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تقرّر هوية الرئيس المقبل، وهدف المرشحين واحد، وهو جمع كل صوت يمكن أن يرجح لصالحه كفة الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات.

وتعقد كلينتون (69 عاماً)، التي تأمل أن تصبح الاثنين أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيساً، تجمّعين انتخابيين الاثنين في بنسلفانيا وثالثاً في ميشيغين، ورابعاً أخيراً في كارولاينا الشمالية قبيل منتصف الليل.

وعقد ترامب (70 عاما)، ظهر الاثنين، تجمّعاً في ساراسوتا بفلوريدا، على أن يتوجه لاحقاً إلى كارولاينا الشمالية وبنسلفانيا ونيوهامشير، ثمّ إلى تجمّع أخير في ميشيغين قرابة الساعة 23.00.

وأعلن ترامب، أمام حشد من مؤيّديه في ساراسوتا، أن فوزه سيعني نهاية "مؤسسة واشنطن السياسية الفاسدة"، مضيفاً: "عقدي مع الناخب الأميركي يبدأ بخطة لوضع حد لفساد الحكومة وانتزاع بلادنا، وبسرعة، من مجموعات الضغط هذه التي أعرفها جيداً"، واتّهم منافسته الديمقراطية بأنها "محميّة من نظام فاسد تماماً".

وكان ترامب قد أعلن في خطاب آخر أمام حشود في ولايتي ميشيغين ومينيسوتا، أن إدارته لن تسمح بدخول اللاجئين من دون قبول المجتمعات المحلية التي يعيشون فيها في الولايات المتحدة، قائلاً: "سنوقف استقبال الطلبات من المناطق التي تعاني من الإرهاب، حتى استكمال تقييم أمني كامل وتأسيس آلية تدقيق ناجحة".

وكان ترامب دعا، في السابق، إلى فرض حظر على دخول المسلمين إلى أميركا، لكنه عاد وغيّره ليكون منع الهجرة مما وصفها "مناطق ميّالة للإرهاب"، حتى تطبيق إجراءات تدقيق موسعة.

في المقابل، أثنت كلينتون على خطة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، باستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري في العام الجاري 2016، وقالت إن الولايات المتحدة قد تقوم بالمزيد.

وقدمت كلينتون نفسها، خلال آخر تجمع انتحابي لها في مانشستر بولاية نيوهامشير، على أنها مرشحة "المصالحة"، بعدما أمضت أياماً في مهاجمة خصمها الجمهوري، معتبرة إياه غير قادر على قيادة البلاد.

وتعهدت كلينتون أن تكون "رئيسة للجميع"، سواء الذين صوتوا لها أو ضدها، وذلك عشية الانتخابات التي أحدثت انقساماً في البلاد وأثارت استغراباً في العالم، بسبب حدة الحملة وتجاوزاتها.

وقالت كلينتون "المهمة أمامي هي لمّ شمل البلاد"، متهمة منافسها الجمهوري بأنه "عمّق" عبر خطابه "الانقسامات" في صفوف الأميركيين.

تبرئة كلينتون

وتعليقاً على إعلان "إف بي آي" بالأمس عدم توجيه اتّهامات إلى كلينتون في قضيّة البريد الإلكتروني، اعتبر ترامب أن عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف.بي.آي) لن يتركوا منافسته الديمقراطية "تهرب بجرائمها". وقال مخاطباً أنصاره في بنسلفانيا: "ستستمرّ التحقيقات في جرائمها لفترة طويلة للغاية. عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (إف.بي.آي) لن يتركوها تهرب بهذه الجرائم المفزعة".

من جانب آخر، ذكر البيت الأبيض، اليوم، أن الرئيس، باراك أوباما، لا يزال واثقاً في قدرة كومي على قيادة المكتب.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض ، جوش إرنست، للصحافيين: "الرئيس يرى المدير كومي رجل نزاهة ومبادئ". مضيفاً: "لم تتغير وجهة نظر الرئيس تجاهه... لا يزال يتمتع بالثقة في قدرته على إدارة مكتب التحقيقات الفدرالي".

مراقبة الانتخابات

في سياق متّصل، ذكرت وزارة العدل الأميركية أنه سيتم إرسال أفراد من قسم الحقوق المدنية في الوزارة لمراقبة انتخابات الرئاسة في 28 ولاية، علماً أن مراقبتها للانتخابات في 2012 اقتصرت على 23 ولاية.

وسوف تستقبل أغلب تلك الولايات موظفين من وزارة العدل ليست لهم سلطة قانونية لدخول مواقع التصويت، وذلك نتيجة قرار المحكمة العليا في 2013، والذي ألغى أجزاء من قانون حقوق التصويت، فيما قيد قدرة الوزارة على نشر مراقبين للانتخابات يتمتعون بسلطة الوصول دون قيد إلى مراكز الاقتراع.

وخلال الحملة الانتخابية، حذر ترامب من احتمال تزوير الانتخابات، ودعا أنصاره إلى مراقبة عملية التصويت تحسباً لدلائل محتملة على التلاعب في مدن كبرى، في حين أظهرت دراسات عديدة أن التلاعب في الانتخابات الأميركية نادر للغاية.