استضاف برنامج "لمن يجرؤ فقط" الذي يُبثّ كل ليلة أحد، على قناة "الحوار التونسي" سيف الطرابلسي، ابن أخ ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأثارت هذه الاستضافة غضب التونسيين العارم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تحدث سيف للإعلامي سمير الوافي عن حياة الرئيس المخلوع وزوجته في السعودية وظروفهما المادية، إذ أكد أن بن علي يتقاضى أجرا شهريا من السعودية يتراوح بين 15 و18 ألف دولار. وبيّن أنه يتواصل مع بن علي وزوجته عبر السكايب، مشيراً إلى أن بن علي اعتبر ما حصل يوم 14 كانون الثاني/يناير 2011 في تونس انقلابا.
كما أشار إلى رغبة ليلى الطرابلسي في العودة إلى تونس. وخصص وقتا طويلا للحديث عن عشيقات الرئيس المخلوع.
هذه الاستضافة أثارت غضب الكثير من الإعلاميين التونسيين والناشطين الإلكترونيين معتبرين إياها تبييضا لصورة النظام السابق، فقد كتب الإعلامي التونسي في قناة "بي بي سي"، مكي هلال تدوينة على "فيسبوك"، قال فيها: "من آخر تداعيات هذه السهرة الخطيرة تأسيس صفحة خاصة بمعجبات سيف الطرابلسي المزيان أبو ضحكة جنان".
وأضاف: "وهكذا اتضح للعيان تحقق آخر هدف من أهداف ثورة الغلبان، وكله في إطار حرية التعبير والعبران، لأن بن علي كان يمنع هذا الشاب الطموح من إنشاء صفحة خاصة قد تجلب إعجاب كل الحسان من بنزرت إلى بنقردان، بل حتى من أم درمان، كما روى بعض قليلي الفضلِ أن بن علي وبطانته كان يخشى من تأثير وسامته على عشيقات النذل. فعلاً نحن شعب النبّارين لا الجبارين".
أما القيادي في حراك شعب المواطنين عدنان منصر فكتب تدوينة تعليقًا على برنامج "لمن يجرؤ فقط"، قال فيها: "كانت الثورة شيئا جميلا، أملا للفقراء وحلما للأحرار، لكنها سقطت أحيانا كثيرة في يد مستثمرين سيئين، أساؤوا لها وللأمل وللحلم. الثورة لا تكون إلا جميلة متخلقة، لأن الجمال متخلق أصلا وفرعا. على كل هؤلاء أن يفهموا أنهم أساؤوا الثورة وللحلم... لعل الثورة، قيمة، تستعيد ألقا فقدته... للوجوه تأثير على المعنى، ولا يكون المعنى بغير وجه أبداً. من المؤسف أن نرى الجلاد أحيانا أكثر شجاعة وقدرة على المسافة، في حين ينام كثير من جلادي الثورة على أوهامهم فرحين ويستيقظون فرحين. الثورة حقيقة، والحقيقة قداسة، والحق من أسمائه تعالى. كن مع الحق ولو ضد نفسك، تربح نفسك ويربحك الحق".
إقرأ أيضاً: تونسيون "يهزّئون" توفيق عكاشة: على الأقل جيشنا لا يقتلنا
الكثير من الناشطين الإلكترونيين اتهموا معد البرنامج ومقدمه سمير الوافي بالعمل على إعادة العائلة الحاكمة السابقة إلى الواجهة الإعلامية من خلال استضافة أحد أفرادها الذي عمل بطريقة ذكية على إبراز الوجه النير للعائلة بشكل يبدو فيه الاعتراف بالخطأ، دعوة للتسامح مع ماحصل طيلة فترة الرئيس المخلوع.
كما اعتبر البعض الآخر أن سمير الوافي يقوم بالدعاية الإعلامية لفنان فاشل، هو سيف الطرابلسي، من خلال توظيف علاقته بالعائلة الحاكمة السابقة. كما دعا البعض الآخر الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين إلى التحرك من أجل وقف مثل هذه المهازل على حدّ وصفهم.
يُذكر أن المواقع الإلكترونية التونسية وعدداً من الصحف أعادت نشر نصّ اللقاء مع سيف الطرابلسي. كما بادر المعجبون بسيف الطرابلسي إلى تكريم حضوره على المواقع الاجتماعية.
اقرأ أيضاً: ناجي البغوري لـ"العربي الجديد": الطبقة السياسية لم تهضم الحرية