"إشكالية المفاهيم": إعادة نظر في الراهن المعرفي

18 فبراير 2018
(من الجلسة الافتتاحية، تصوير: معتصم الناصر)
+ الخط -
ضمن سلسة ورشات عمل متخصّصة تُعقد بين "معهد الدوحة للدراسات العليا" و"جامعة برلين الحرة"، انطلقت أعمال ندوة "إشكاليات المفاهيم والاصطلاح بين العلوم الإنسانية والاجتماعية" صباح اليوم الأحد في مقرّ المعهد في العاصمة القطرية، وتتواصل لثلاثة أيام.

يشارك عدد من الباحثين العرب والألمان في الندوة التي تهدف إلى "التمحيص النظري المقارن والعابر للتخصّص لنخبة منتقاة من المفاهيم المتواترة في أكثر من حقل من الحقول المعرفية المتخصصة، وفي المجال الفكري العام وتاريخ الأفكار (مثل العدل واللانحياز والديموقراطية وحالات الاستثناء، المعمارية التشريحية ومعمارية الفقدان، إلى جانب المدونة والأنثربولوجيا وأزمان ما قبل الحداثة، آسيا والجغرافيات المتخيلة، الجندرية ومفاهيم التنوع، ترحال المفاهيم وإشكاليات الترجمة والتنظير المنهجي)".

تحت عنوان "معهد الدوحة للدراسات العليا: رؤية جذرية وآفاق للعلوم الإنسانية والاجتماعية"، ألقى رئيس معهد الدوحة بالوكالة، ياسر سليمان معالي، كلمة الافتتاح التي ورد فيها "تقع العلوم الاجتماعية والإنسانية على تقاطعات ميدانية متشابكة تجعلها خلية متميزة لدراسة كل ما يتعلّق بالإنسان والمجتمع وتاريخيتهما، وحقلاً يتدرب فيه الطلاب على اكتساب مهارات ذهنية عالية تؤهلهم لخوض غمار التفكير في عالم تتجدد فيه الآفاق المعرفية وقضايا الإنسان بكل أبعادها. فالاهتمام بهذه العلوم عامل تخصيب في المجتمعات الإنسانية تنميها وتحصنها في آن واحد".

اشتملت الجلسة الإفتتاحية على ورقتين؛ الأولى ناقش خلالها إسلام دية أستاذ الدراسات العربية في "جامعة برلين الحرة" "ترحال المفاهيم: صناعة الفكر وأخلاقيات البحث الأكاديمي" وتطرق إلى دلالة المفهوم النقدي في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وصلة المفهوم بالمجال التداولي والعمل والأداء.

وعرّج دية إلى إمكانية ترجمة المفاهيم عبر اللغات والحقول، وكالموازنة بين العالمي والمحلي منها، وتقييم الدور الاستعماري وما بعد الاستعماري في تشكّلها، وأثر ثنائيات القديم والحديث والمعنوي والمادي وغيرها من الثنائيات في تصوّرها.

أما الورقة الثانية فحملت عنوان، "برزخية المفاهيم: استحالة في الترجمة أم إحالة للنسق المعرفي؟"، وقدّمها أيمن الدسوقي أستاذ الأدب العربي الحديث والأدب المقارن في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، وأشار فيها إلى أن "أهمية نقد المفاهيم ليس فقط في العلوم الإنسانية والاجتماعية والدراسات العابرة للتخصص، وإنما لفهم خصوصية الفروق الثقافية والتاريخية والاجتماعية كظواهر تقاوم فرض المعاني منهجياً".

ورأى أن "هذه الإمكانيات المعرفية ذات أبعاد سياسية وثقافية تبدأ في التكشف عند تحليل المفهوم في عبوره لحدود الحقل التخصصي، وكذا للحدود اللغوية والثقافية"، لافتاً إلى أهمية نقد المفاهيم لإعادة النظر في بعض جوانب الراهن الاجتماعي والسياسي والمعرفي".

وطرح ثلاثة محاور رئيسة هي: "نقد المفهوم كآلية معرفية للدراسات العابرة للتخصص"، و"كيفية عبور المفهوم للحدود المعرفية واللغوية والجغرافية"، و"إشكاليات ترجمة المفاهيم كآلية تأويلية لتفعيل خصوصية النسق المعرفية لغوياً وتاريخياً وثقافياً"، موضحّاً الهيمنة الثقافية التي تفرض آليات التوليد والاشتقاق من المصطلح الغربي كمحدّد لإمكانية معرفة الظاهرة التي يحيل عليها.

المساهمون