ويعمل أفراد أسرة عزيز كخلية نحل متكاملة الأدوار لعجن وتشكيل وتجهيز وقطع المعجنات والكعك والمعمول، وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب إتمام الطلبيات التي تصل إليهم عن طريق الشركات والمؤسسات.
ضيق المَكان المُخصص لتجهيز كميات الطعام لم يمنع أفراد الأسرة الأشِقاء من صنع الكميات المطلوبة بالشكل المميز والنكهة الطيبة، إذ يشتغل الإخوة بروح العمل الجماعي، في مهنة انتقلت للأبناء شغفاً عن والدتهم.
ويتم تقسيم مراحل العمل على الأشقاء، منذ لحظة استلام الطلبات عبر رسائل مواقع التواصل الاجتماعي أو الاتصال عبر الهاتف، مروراً ببدء العجن، الرق، التشكيل، الحشو، وصولاً إلى الخبز والتغليف.
الانسجام في العمل بدا واضحاً على ملامح ولاء عزيز (25 عاماً)، والتي تقول إنّ توجه الأسرة لصناعة المعجنات بدأ في التسعينيات، إذ كانت والدتهم تتقن صناعتها وصناعة الحلويات، إلى أن التحقت في عام 2004 في جمعية جباليا للتأهيل، وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة طرق صناعة المعجنات والمخبوزات.
وتقول لـ "العربي الجديد" افتتحنا مشروعنا الأول عام 2011، وهو عبارة عن محل تجاري، لكننا اضطررنا إلى إغلاقه بعد عدة سنوات نتيجة الخسائر والأضرار التي لحقت به جراء الحرب الإسرائيلية الثانية على قطاع غزة عام 2014، مضيفة: "تبع ذلك عدة محاولات إلى أن افتتحنا مشروع (معجنات الأمل) داخل منزلنا شمال القطاع، وبدأنا الترويج له بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وبدأ المشروع الشخصي بفرن صغير، وعجانة آلية بسيطة، إلا أن الأشقاء تمكنوا من تطوير ذاتهم، إذ تم ترويج المنتجات بين المطاعم والمؤسسات، ومن ثم عرضها عبر منصة "الإنستغرام" وموقع "فيسبوك"، وصولاً إلى المُشاركة في مختلف المعارض والفعاليات والأنشطة التي يتم تنظيمها في غزة.
وينتج الإخوة مختلف أصناف المعجنات، مثل البوريك "البقدونس والجبنة" صفائح اللحم، البيتزا، الأجبان، الزعتر، إلى جانب صناعة الكعك والمعمول في الأعياد والمناسبات، علاوة على تميزهم في صناعة "عجينة البيتزا" وهي عجينة فارغة يتم بيعها داخل علبة كارتونية، من الممكن حفظها في الثلاجة لمدة شهر، إذ يتم خبزها "نصف استواء".
ويقول نضال عزيز وهو القائم بدور تنسيق العمل مع المؤسسات والمحال التجارية والمعارض، إنه يتم تقسيم العمل بين الأشقاء وفقاً لضغط الطلبيات، مضيفاً: "لا أحد فينا مُدير على الآخر، ونعمل بروح الفريق دون أي تسلُط من أجل الخروج بأفضل المنتجات".
ويُشارك الأشقاء في الأنشطة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، فيما يتم تقسيم العمل، حيث يقوم نضال بتنسيق وحجز الطلبات ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي وتسليمها للمطاعم والمؤسسات والأشخاص، فيما تتعامل شقيقته هند مع العجانة لتحضير العجين، وتسليمه لشقيقتها عزيزة لِترقيقه، ومن ثم لولاء لتشكيله وخبازته برفقة محمود، بينما يتم الاستعانة ببعض العُمال في المناسبات والأعياد وضغط العمل.
ما يميز العمل مع الأشقاء، يقول محمود عزيز والذي يعمل في الحشو، ويختص في خبازة المعجنات في المعارض والأنشطة: كوننا "نشعر وكأننا نقوم بشيء يخصنا ويخص أسرتنا، ونشعر بإعجاب الناس حين يشاهدون إخوة يتعاونون فيما بينهم لصناعة الطعام".
ولم يُفلِت مشروع "مُعجنات الأمل" من العقبات التي تعترض طريق كل مشاريع القطاع المُحاصر، والتي تتمثل في أزمة الكهرباء والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، علاوة على ضيق المكان المخصص للعمل، إلى جانب المعدات ذات الإمكانات المحدودة.