"أونروا": حصار غزة لا يضمن الكرامة ولا استقرار المنطقة

04 مايو 2016
كرينبول: في غزة دمار نفسي لا يُقاس (الأناضول/GETTY)
+ الخط -
"نعرف جميعاً المآسي التي تعاني منها المنطقة في اليمن وسورية وغيرها... لكن في قلب المآسي تبقى قضية واحدة لم تحل منذ عقود: إنها قضية لاجئي فلسطين"، بهذه الكلمات وصف مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بيير كرينبول، جانباً من الصعوبات التي تواجههم منذ نحو سبعة عقود. كما أشار إلى أن حصار غزة لا يضمن الكرامة ولا الاستقرار في المنطقة.

وجاءت تصريحات كرينبول خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، سبق النقاش الذي يُدار، اليوم الأربعاء، في مقر المنظمة بشأن تمويل الوكالة، للحيلولة دون الوقوع في أزمة مشابهة لتلك التي وقعت العام الماضي وكادت أن تؤدي إلى تعطيل بدء العام الدراسي في مدارس "أونروا".

وتهدف اللقاءات إلى محاولة تأمين الدعم المادي الثابت، خاصة وأن العجز في ميزانية الوكالة للعام الحالي تقدر بنحو 80 مليون دولار أميركي. مع الإشارة إلى وجود نحو 700 مدرسة تابعة ل"أونروا"، يدرس فيها ما يقارب نصف مليون طالب في كل من فلسطين ولبنان والأردن وسورية، ويعمل فيها نحو 22 ألف مدرس ومدرسة.

وذكر كرينبول أن هذه المدارس تتم إدارتها ضمن مناطق حرب ومناطق محتلة ومناطق محاصرة، ما يجعل تحديات التعليم واستمراره للأطفال الفلسطينيين عصيبة، مؤكداً أن التعليم للأطفال الفلسطينيين يشكل الأمل الوحيد تقريباً من أجل تحسين ظروفهم المعيشية والمضي قدما في حياتهم. وأكد على ضرورة الحفاظ على التعليم للأجيال الفلسطينية القادمة، وضمانه خاصة للاجئين.


وتابع كرينبول "إننا نشاهد خلال عملنا اليومي في المستشفيات والمدارس والمخيمات معنى انسداد الأفق أمام اللاجئين الفلسطينيين الناتج عن انسداد المسار السياسي". وعن الشباب في غزة قال: "90 بالمائة من الطلاب في مدارس غزة لم يغادروا القطاع في حياتهم، لأن السلطات الإسرائيلية تمنعهم من المغادرة. كل واحد منا يرغب بالتمتع بحرية السفر والعمل، وهذا لا يحدث للجيل الشاب في غزة، وهو أمر خطير". وأضاف "بعد الصراع الأخير في غزة عام 2014، قال كثيرون لا يمكننا أن نسمح بعودة الأمور لما كانت عليه قبل الحرب. ما يحدث اليوم إن الأوضاع بقطاع غزة هي أسوأ مما كانت عليه قبل الحرب، بسبب الدمار الذي شهده القطاع".


وعن تأثير الحرب على الغزيين قال كرينبول "كثيرون يتحدثون عن الدمار المادي للبنية التحتية والبيوت والذي يمكننا قياسه بالأرقام. في غزة هناك دمار نفسي لا يمكن أن تراه أو تقيسه كما تقيس إعادة إعمار مبنى ما".

وشدد على "إن مكاناً كقطاع غزة والذي يعيش فيه نحو 1.8 مليون شخص، كثيرون هم بحاجة إلى مساعدات ماسة بسبب الحصار على الرغم من الكفاءات العالية الموجودة في القطاع، وبعدما كانت الكثير من منتجاته تصدر للخارج بما في ذلك أوروبا"، لافتاً إلى أن أكثر من 65 بالمائة من الشباب في غزة باتوا عاطلين عن العمل، معتبراً أن "هذه الأوضاع لا تضمن العيش بكرامة، ناهيك عن كونها لا تضمن الاستقرار للمنطقة. وهذا السيناريو مع اختلاف التفاصيل، ينطبق على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مناطق كثيرة بما فيها الضفة الغربية، وكذلك في سورية".

وفيما يخص إعادة إعمار مخيم نهر البارد والذي دمر عام 2007. قال كرينبول: "تمكنا من ضمان نحو 60 بالمائة من الأموال التي نحتاجها لإعادة إعمار المخيم، وتمكن نحو 54 بالمائة من السكان العودة إلى المخيم وإعادة إعمار شققهم التي دمرت. ولكن هذا يعني أن ما زال هناك عدد كبير من الذين لم يتمكنوا من العودة حتى الآن".