يروي الكتاب سيرة كليمنت أتلي (1883-1967) رئيس الوزراء البريطاني ما بين 1945 و1951، وهو مؤسس الـ NHS أي نظام التأمين الصحي للبريطانيين والذي ما زال معمولاً به إلى اليوم.
ورغم أن مقدار جائزة أورويل لا يتجاوز الثلاثة آلاف جنيه إسترليني، إلا أنها تعتبر واحدة من أرفع الجوائز في المملكة المتحدة، ولم يحدث وأن تناولتها الصحافة بالنقد أو التقريع على غرار الجوائز الأعلى قيمة، فالجائزة تسعى بشكل أساسي إلى تحويل الكتابة السياسية إلى فن، وهو وصف دقيق لعمل أورويل نفسه الصحافي والروائي صاحب "1984" و"مزرعة الحيوانات".
رئيسة لجنة التحكيم والصحافية إريكا فاغنر اعتبرت أن كتاب "المواطن كيم" مثّل لكل أعضاء اللجنة "سيرة مكتوبة بشكل فاق المألوف والعادي عن شخص لم يكن عادياً"، حيث تشقّ السيرة المكتوبة من جديد الطريق الذي سلكه كليمنت كواحد من أبناء الضواحي الذي أتى إلى لندن وأصبح بطلاً بالنسبة إلى حزب العمال.
وتستكشف السيرة، التي تكاد أن تكون كتاباً تاريخياً حول بريطانيا بعد الحرب؛ ولا سيما الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي صاغت الخدمات التي تقدّمها الدولة الحديثة للمواطن البريطاني حتى اليوم.
المراجعات التي تناولت الكتاب اعتبرت أن فيه تجديداً في طريقة كتابة السيرة السياسية، ويجري من خلالها سرد تاريخ فئة من الاشتراكيين البريطانيين في تلك الحقبة.
جرى اختيار الكتاب من بين عدة أعمال لا تقلّ أهمية لقارئ هذا النوع من الكتب، وهي "الكل خارج الحرب" وهو تحليل لما ينتظر بريطانيا ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي للصحافي تيم شيبمان، و"السبعة" لروث دودلي إدوارد وهو كتاب حول الآباء المؤسسين لأيرلندا الحرة، وكتاب لأحد الناجين من كارثة هيلزبرا التي وقعت عام 1989 حين تدافعت الجماهير في إحدى مباريات كرة القدم ووقع كثير من الضحايا.
يذكر أن للجائزة فرع خاص بالكتابة الصحافية وقد حصل على جائزته كاتب العمود الإيرلندي فينتان أوتول، الذي كتب تعليقاً حول الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي. كما أن لها فرع آخر بعنوان "أورويل لكشف الشر الاجتماعي" وقد نالت هذه الجائزة الصحافية فيليستي لورانس من "غارديان" عن تحقيق صحافي أجرته حول الكيفية التي يجري من خلالها إجبار المهاجرين على العمل في عصابات.