"أنثروبولوجيا الصراع الاجتماعي": مقاربة عربية

27 فبراير 2020
هسياو تشين/ الصين
+ الخط -

شكّل مفهوم الصراع الاجتماعي ميداناً خصباً للدراسة لدى الباحثين في العلوم الاجتماعية، في محاولة لفهم تلك الاختلالات في توزيع الموارد والسلطة التي تقود إلى توترات بين الأفراد والجماعات قد تولّد الثورات والحروب، وتؤدي إلى تسويات جديدة تغيّر في مكانة وقوة الأطراف التي خاضتها.

وراكمت التنظيرات في هذا المجال جملة نظريات اتخذت زوايا مختلفة في تحليلها للمصالح الطبقية والتناقضات بين أصحابها وأشكال القوة التي يتمّ التعبير من خلالها وعلاقتها بالأنساق والنظم الاجتماعية، وكيفية تغيّرها وتبدّلها وما يترتّب عليها من تسويات.

تنطلق عند السادسة من مساء الأربعاء المقبل في "مركز القاهرة للفنون الحرة والعلوم" في العاصمة المصرية ورشات تدريبية بعنوان "أنثروبولوجيا الصراع الاجتماعي" يقدّمها الباحث فؤاد حلبوني، وتتواصل على مدار تسعة أسابيع مقبلة.

تهدف الورشات إلى معالجة مجموعة تساؤلات مثل: كيف تمكّننا الأنثروبولوجيا من فهم التحولات الاجتماعية والسياسية التي تحدث خلال الأحداث الحرجة وما يعقبها؟ وكيف درست الإثنوغرافيا آثار الأحداث الثورية على مستوى الحياة اليومية للمجتمعات؟

يسعى حلبوني إلى مقاربة كيفية نظر علماء الإثنوغرافيا كشهود أو مراقبين للاضطرابات الاجتماعية (وأحياناً مشاركين نشطين فيها) إلى مواقعهم في المجالات الميدانية الخاصة بكلّ منهم، وفيما يتعلّق بالمجتمعات التي يرغبون في دراستها، وما هي أنواع المخاطر الأخلاقية والسياسية التي تشارك في مثل هذه المواقع؟ وماذا يمكن أن تخبرنا الإثنوغرافيا عن التزاماتنا الأخلاقية والسياسية (وخيبات الأمل) كنوع من الكتابة وكممارسة أخلاقية؟

يركّز الأنثروبولوجيون في دراستهم للنزاع الاجتماعي، بحسب بيان المنظّمين، على "النوعية القاسية للأحداث الحرجة، أي الشعور بالغموض (والاحتمال) الذي يواجهه المجتمع بين تعليق النظام الاجتماعي القديم وظهور نظام جديد مع مجموعة من القيم الخاصة. في هذه الورشات، تستكشف أيضاً الإثنوغرافيات حول الاضطرابات الاجتماعية وإرثها الدائم حتى الوقت الحاضر".

تغطّي الورشات بعض النصوص الرئيسية التي شّكلت الفهم الأنثروبولوجي للنزاع الاجتماعي وآثاره؛ مثل أعمل مرسيل موس، وفيكتور تورنر، وطلال أسد، وآصف بيات، وديفيد سكوت، ومارتن هولبارد، وصامولي شيلكه، وتناقش مسائل عدّة منها "الاقتصاد الأخلاقي للمقاومة"، و"الصراع كتراجيديا"، و"الانفاضات العربية"، و"مستقبل الربيع العربي".

المساهمون