"أمورو" أول مزرعة للفطر الأبيض في فلسطين

الأناضول

avata
الأناضول
26 يناير 2015
BAECFBCE-CA25-4807-AEB3-AEA10C93A6C9
+ الخط -

منذ الخامسة فجراً، يبدأ سمير خريشة بالعمل في مزرعة الفطر الأبيض (المشروم)، بمدينة أريحا شرق الضفة الغربية، مستخدما أسسا تكنولوجية حديثة إلى جانب 15 عاملة. ويطمح خريشة من خلال أول مشروع من نوعه في فلسطين إلى الوصول لحالة الاكتفاء الذاتي.

خريشة (30 عاماً)، واحد من أربعة شبان فلسطينيين شركاء في مشروع الفطر الذي أطلق عليه اسم "أمورو"، يقول "هذا مشروع العمر، كل شاب يسعى إلى شراء شقة والزواج، نحن جمعنا ما لدينا بمساعدة قرض بنكي وبنينا هذا المشروع". ومزرعة "أمورو" هي الأولى من نوعها في فلسطين، بحسب خريشة.

وعن فكرة المشروع، يضيف "نحن أربعة أصدقاء أردنا أن يكون لدينا مشروع مختلف يخدم السوق الفلسطيني، يكون نجاحه نجاحا لنا جميعا".

وتتكون مزرعة الفطر، أو كما يطلق عليها خريشة "حاضنة "، من بركس معزول عن العالم الخارجي، يستخدم الزراعة الأفقية عبر رفوف، مزودة بأنظمة ري حديثة ونظام مناخي مسيطر عليه بشكل إلكتروني. ويمكن لأي من الشركاء مراقبة المشروع والتحكم فيه، عبر برنامج خاص من أي مكان في العالم.

وتحتاج زراعة الفطر إلى درجة حرارة معينة، ورطوبة معينة، وثاني أكسيد الكربون بدرجة خاصة، بحسب خريشة. وخريشة درس البرمجيات في الجامعة الأهلية بالعاصمة الأردنية عمان.

وتستورد المزرعة تربتها والبذور من هولندا، لحين قيام فلسطين بإنتاج هذا النوع الخاص بزراعة الفطر، أو إنتاج بذوره.

ويعمل في مزرعة "أمورو" 15 فتاة فلسطينية، حيث تحتاج زراعة الفطر وقطفه إلى دقة متناهية، يتم قطفه بطريقة معينة، دون خدش المنتج، ويتم تغليفه ثم تبريده في ثلاجة خاصة لمدة يوم واحد قبل التسويق، وفق خريشة.

ولدخول مزرعة الفطر، يتوجب تعقيم الأقدام، ولبس قفازات خاصة لقطف الثمار. ويقول خريشة "التعقيم هام جدًا، لعدم نقل أي جراثيم أو حشرات ومواد إلى داخل الحضانة، الفطر لا يمكنه أن يحتمل المرض".

واستغرق الشركاء نحو 15 شهراً لدراسة مشروعهم الذي بات عمره اليوم عامين، وبدأ بالإنتاج والتسويق منذ نحو 70 يوما، ودورة زراعة الفطر وقطافه 40 يوما.


ويغطي إنتاج مزرعة "أمورو" 40 في المائة من حاجة السوق الفلسطيني، ويسعى القائمون عليه إلى خلق اكتفاء ذاتي وتصديره إلى قطاع غزة ودول عربية أخرى، وسط منافسة شديدة من المنتج الإسرائيلي، حسب خريشة، ويباع الكيلوغرام من الفطر بنحو 5 دولارات.

ويعد المشروع بالنسبة للعاملات فيه مشروعا وطنيا، وتقول سهير أبو شرار (29 عاما)، بينما تعمل على قطف ثمار الفطر، "هذا المشروع وطني، هو الأول من نوعه ينافس المنتج الإسرائيلي، رغم أنني عاملة هنا، إلا أنني أنتمي للمشروع وأسعى إلى إنجاحه".

وتضيف "نجاح المشروع نجاح لكل منا، حيث الاستمرار في العمل، وإيجاد دخل ثابت". وتابعت "تخرجت في الجامعة، وعملت مدرسة على بند العقود عدة مرات، لكن هذا المشروع له وقع خاص، مريح وله أبعاد وطنية، حيث يسد مكان المنتج الإسرائيلي".

وتقول سناء سمارات (20 عاما)، طالبة جامعية، "في البداية كنت أعمل هنا، لدوافع مادية، ولتوفير القسط الجامعي، اليوم بات العمل هنا انتماء، ونجاح المشروع هو نجاح لكل منا". وتضيف "نحن هنا أسرة واحدة".

من جانبه، يقول مدير المبيعات في منتزه ومطعم باب الشمس بمدينة أريحا، خميس أبوعوض، "الفطر طبق أساسي على مائدة المطعم، وكنا في السابق نجد صعوبة في شرائه من الجانب الإسرائيلي، اليوم يتوفر لدي منتج وطني طازج". ويضيف "وجدنا في المنتج جودة عالية، ونرى بأعيننا طريقة الإنتاج والتغليف".

ويسعى الشبان إلى استخدام فضلات الفطر والتربة، التي تستخدم للزراعة مرة واحدة، إلى إعادة تدويرها وإنتاج تربة خاصة بالحدائق والمشاتل، بحسب خريشة. ويستطرد "مخلفات المنتج والأتربة التي لا يمكن إعادة استخدامها في زراعة دورة جديدة من الفطر مشبعة بالنيتروجين، وهي غنية للنباتات".

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة