"أفلاطون الصغير".. من أجل صحة أطفالنا

22 مارس 2015
"أفلاطون" التي جذبت الأطفال إلى الطعام الصحي (العربي الجديد)
+ الخط -
"لا أحبُ الخضار.. جربيها ستحبينها، لا فأنا أريد بطاطس تشيبس.. أريد هامبورجر"، "هل أنتم جاهزون؟ نريد الخروج للتمشية قليلا في الحديقة، لا سأبقى في البيت.. وأنا أيضاً". 
حوارات تتكرر في كل بيت، ويقف الأهل عاجزين أمامها، فما العمل؟ هل هناك وسيلة تمكننا من إقناع صغارنا بتبني نمط حياة صحي؟ بأن يتناولوا الطعام المفيد الغني بالخضار والفاكهة بدلا من الوجبات الناشفة والسريعة، وبأن يلعبوا ويتحركوا بدلاً من قضاء الوقت أمام الشاشات؟ كيف يمكن إيصال الرسالة لأطفالنا وجعلهم يستجيبون لها، بعد أن فشل معهم أسلوب النصح المباشر وكذلك الأوامر.
ربما تقدم مجلة "أفلاطون الصغير" إجابة عن هذه الأسئلة من خلال شخصياتها اللطيفة والمحببة، وتجربتها الجديدة والغنية.

حكاية مجلة
تبدأ حكاية المجلة في الكويت، وهي أول مجلة في الوطن العربي تقدم إلى الأطفال في سن 5 إلى 12 سنة، كمشروع تثقيفي صحي متكامل يعمل على دعم الحياة الصحية بطريقة ممتعة وسعيدة ومنتجة. تقدم المجلة برعاية معهد دسمان للسكري، بعد أن حلت دولة الكويت في المرتبة التاسعة في العالم، من حيث معدل انتشار السمنة وداء السكري الذي بات يظهر حتى لدى الأطفال.
وهنا نلتقي بأبطال المجلة، الطفلان جاسم وأخته دانة (التي نتعرف من خلالها إلى مرض السكري من النوع الأول ونتعلم كيف نتعايش معه) والهدهد العجيب أفلاطون الصغير (النهم المتأفف من اللعب والحركة) وتوتة (التي تعشق الرياضة)،
ويدور هذا الحوار:
الهدهد أفلاطون: لم أعد قادراً على الطيران، لا أعرف كيف حصل هذا؟ كنت قويا وكنت أطير عالياً ولمسافات طويلة.
توتة: هذا لأنك بقيت دون حراك لمدة طويلة.
جاسم: يمكنك أن تطيرَ إذا تمرنتَ جيداً وتناولت طعاماً مغذيا.

أثر المجلة
بهذه الشخصيات تخترق المجلة عالم الأطفال والكبار أيضاً، فعندما حاولنا قياس أثر المجلة على جمهورها من خلال تجربة محدودة على مدرسة في لبنان، أخبرتنا ابتسام خير الدين، أمينة المكتبة بمدرسة الغبيري، والتي طلبت عدداً من نسخ المجلة للمكتبة لديها، أخبرتنا أن المجلة سجلت إقبالاً كبيراً من التلاميذ على استعارتها وقراءتها بشغف كبير، كما عبر بعض التلاميذ عن سعادتهم بالمجلة، فيقول حسن نزال طالب بالصف السابع: "أعجبتني مجلة أفلاطون الصغير، لأنني كنت لا أعرف كثيرا من المعلومات الصحية التي تقدمها والتي تعلمتها من المجلة بسهولة".
وتعبر فاطمة فحص (12 سنة) عن سعادتها بالمجلة فتقول: "أفلاطون الصغير هي مجلة مسلية ومفيدة، فيها الكثير من المعلومات والألغاز، وأتمنى أن تستمر هذه الألغاز ويزيد عددها حيث إنها تقدم معلومات عن حياة العلماء وأعمالهم".

ويذكر أحمد خضر (14 عاماً)، في إطار حديثه عن المجلة، أنه يوجد بأفلاطون الصغير الكثير من القصص والمعلومات التي تعرفنا إلى جسم الإنسان والحيوان، وعن الطعام وكيفية إعداده".
أما فاطمة سلامة مديرة المدرسة، فتؤكد كون "أفلاطون الصغير مجلة جميلة برسوماتها وألوانها، ومفيدة بموضوعاتها التي تتوجه إلى التلميذ بأسلوب سلس وجذاب، وتتناول مواضيع علمية ذات صلة بحياتنا اليومية، وتعنى بثقافة التلميذ وإغناء معلوماته ومعارفه، وتعمل بأسلوب جذاب على توجيه التلميذ لاستثمار أوقات فراغه بألعاب وأنشطة مفيدة ومسلية في آن معا، كما تنمي خياله من خلال القصص القصيرة التي تتضمنها". وتذكر سلامة أن مدرستها بدأت في استخدام أعداد المجلة في حصص تعليم اللغة الإنجليزية لغناها بالقصص والحوار.

وفي الأردن، حيث تم توزيع أعداد من المجلة وتوفيرها لبعض المدارس لتجربتها، قالت إيزيس معايعة معلمة بمدرسة راهبات الوردية في عمان "توجد بالمجلة وفرة وتنوع في المعلومات، ففي عالم الوجبات السريعة نحتاج وبقوة لمعلومات عن الصحة والغذاء ليدرك الأطفال والآباء أهمية التغذية المتوازنة والصحية، وتقديم هذه المعلومات بأسلوب شائق وبسيط كما في مجلة أفلاطون الصغير جاذب جدا للأطفال، وملهم لنا نحن -المعلمين- لنضمن المواد المتاحة في أنشطة ممتعة داخل الفصول".
وتقول هدى إسماعيل المعلمة بمدرسة الابتكار الدولية في عمان: "لم أتصور التأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه المجلة، إلا بعد أن شاهدت أثر ذلك على ابنتي التي قرأتها، وبدأت تناقشني في القيمة الغذائية للأطعمة، ومنذ ذلك الوقت بدأت مع زملائي في استخدام المجلة داخل الفصول".

مرضى السكري
لا يقتصر استخدام المجلة على المعلمين، فكما تشير استشارية سكري الأطفال بمعهد الدسمان، د.عزة شلتوت، فإنه يمكن تقديم المجلة للأطفال مرضى السكري كمكافأة لهم عند التزامهم بضبط مستوى السكر، ويتم استخدمها كذلك لتشجيعهم على الحضور مجدداً لجلسات المتابعة".
وتضيف شلتوت: "كل موضوعات المجلة تفيدني أثناء عملي مع الأطفال مرضى السكري؛ حيث نستخدم الموضوعات والأنشطة في توضيح المفاهيم المختلفة، مثل ارتفاع وانخفاض مستوى السكر في الدم".
وتتابع "تلعب المجلة دوراً هاما في الوقاية من مرض السكري والسمنة، من خلال التوعية وتشجيع الأطفال على اتباع نمط الحياة الصحي وممارسة الأنشطة الحركية والتشجيع على القياس الدوري لمستوى السكر بالدم. كما أن استخدام المجلة في المدارس يمثل الجسر بين الرعاية الصحية والمدرسة".
ولا شك في أن إنتاج عمل بمثل هذا الحجم والفعالية، يحتاج لتفاعل وحوار مستمر وتعاون بين العديد من الأطراف، فهناك خبراء التغذية والصحة العامة الذين يشرفون بشكل مباشر على محتويات المجلة في معهد دسمان للسكري، وهناك أيضا المعلمون والمربون الذين تتم استشارتهم باستمرار، وهناك أيضا فريق العمل الذي آمن بالفكرة وكرس لها كل طاقته لتؤتي ثمارها المرجوة.
المساهمون