"أطباء بلا حدود": غلاء اللقاحات يعيق تطعيم أطفال اللاجئين

وأشارت المنظمة، في تقرير صادر عنها، اليوم الخميس، إلى أنها طعّمت خلال الأسابيع الماضية 5 آلاف طفل لاجئ، تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و15 عاماً في مختلف المخيمات وتجمعات اللاجئين في اليونان، من أمراض عدة، أبرزها الالتهاب الرئوي، أكثر الأمراض فتكاً بالأطفال في العالم، والذي يكون حادّاً بشكل خاص عند الأطفال الذين يعيشون في ظروف الأزمة.

ولفتت إلى أنها اضطرت إلى دفع 60 يورو (68.10 دولارا أميركيا) ثمناً للجرعة الواحدة من اللقاح الذي اشترته من الصيدليات المحليّة، وهو أكثر بعشرين ضعفا من السعر الأدنى العالمي، وهو 2.80 يورو (3.10 دولارات أميركية) للجرعة الواحدة، والذي يعطى حصراً للدول الأفقر في العالم عبر الاتحاد الدولي للقاحات وإكساب المناعة.

وقالت المنظمة، إنها استخدمت لقاحاً آخر يحمي الأطفال من ستّة أمراض، ولم تستطع الحصول عليه إلا بثمن باهظ يصل إلى 65 يورو للجرعة الواحدة.

وقال مدير وحدة دعم العمليات الطبية في المنظمة، أبو ستولوس فيزيس، "مع انهيار أنظمة الرعاية الصحية في سورية والعراق وأفغانستان، فإن معظم الأطفال الذين يعيشون في المخيمات وخارجها لم يحصلوا على اللقاحات الضرورية في بلدانهم أو خلال رحلتهم. لذلك، يعيش هؤلاء الأطفال في ظروف مزرية، ولا يجب أن يدفعوا صحتهم ثمناً للهروب بحياتهم، ويجب علينا حمايتهم من الالتهاب الرئوي وغيره من الأمراض، مهما بلغت التكلفة. الحكومات والمنظمات الإنسانية تحتاج إلى الأدوات المناسبة لحماية الأطفال، في واحدة من أكبر الأزمات في عصرنا الحالي".

وكشفت المنظمة، أن مفاوضاتها مع الشركتين المذكورتين استمرت لنحو ست سنوات، في سبيل خفض سعر اللقاح للأطفال المتأثرين بالأزمات، لكنها باءت بالفشل، إذ ترفض الشركتان حتّى اليوم خفض ثمن اللقاح، ولا يلوح في الأفق القريب أيّ حلّ للمحتاجين الذين يعيشون تحت رحمة الأزمات.

ولفتت المنظمة إلى أنها سلمت، في مايو/أيار الماضي، الشركتين المعنيتين عريضةً تحمل توقيع أكثر من 416 ألف شخص من 170 بلداً يطالبون فيها بخفض ثمن لقاح الالتهاب الرئوي إلى 5 دولارات أميركية للطفل الواحد (للجرعات الثلاث)، ليصبح متاحاً للسكان المتأثرين بالأزمات وكافّة البلدان النامية.

وقامت منظّمة أطباء بلا حدود بتطعيم 3.000 طفل في مخيم إدوميني على الحدود اليونانية مع جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة في مايو/أيار، وفي مخيمات إقليم أتيكا وسط اليونان، وعلى جزيرة ساموس وفي العاصمة أثينا. وسوف تقوم المنظّمة، خلال الأسابيع القادمة، بتطعيم الأطفال في مخيمات إيبيروس، وعلى جزيرة لسبوس بالتعاون مع وزارة الصحة.