في مجموعته الشعرية الجديدة، التي تحمل عنوان "ماء غريب"، يلبّي الشاعر العراقي زعيم نصّار نداء الطفل الذي كانه، فيبني عالماً سِحرياً على الأرض التي عاش فيها طفولته وصِباه: أهوار مدينته، الناصرية، جنوبَي العراق.
تقدّم الشاعرة اللبنانية مريم جنجلو في باكورتها الشعرية الصادرة عن منشورات "لازورد" مكاشفتها الشعرية بوصفها استجابة شعورية أو نتيجة لاسترجاع الذكريات، ومن ثمّ تلقيها كملاحظات على لسان الطفل الداخلي وهو يقلّب ألبوم صور العائلة، دون حساب للعواقب.
تبيّن مجموعة الشاعر العراقي قدرة لا يمكن إنكارها في صناعة الصور الشعرية، ضمن مناخ يذكّرنا بالمزاج الرومانسي لدى روّاد شعر التفعيلة في العراق، فنجد صوراً عن أمكنة سحريّة قد يندر وجودها في محيط الشاعر، لكنّها تتوفّر كجسم لغوي جاهز لحمل الأفكار الشعرية.
يحافظ الشاعر العراقي المخضرم في مجموعته الأخيرة على خصائصه الأسلوبية التي وسمت مشواره الشعري، حاملاً قضاياه دون مباشرة أو ثقل أيديولوجي، مع تجريب لغوي تحت مظلّة قصيدة التفعيلة بوصفها الخيار الفنّي الذي يستوعب متبنّياته الثقافية.
المسافة نحو نجاتي/ سبعة أختام/ وأنا اجتهد كي أمحو اسمي من هذا المكان/ بينما في جهة ليست بعيدة/ تنام صورتي على أوراق السفر/ والخوف يسهر تحت جلدي/ لن تنطوي بيَ أرض الغرفة/ حتى يبتسم البركان/ فينطق تلّ النعمان نيران أسراره.