الآلة الرسمية الغربية تسحق كلّ سردية لا تناسب سرديتها المركزية، تردّد بصوتٍ عالٍ: "المجد لإسرائيل، ولإسرائيل فقط، وليذهب الآخرون إلى الجحيم". وكأنّ الفلسطينيين، والعرب، أولئك الذين سحق الغرب ماضيهم وحاضرهم لا شيء، مجرّد وزن زائد في كتب التاريخ.
في سيرة المخرج الإيراني جعفر بناهي، الذي أفرجت عنه السلطات بعد طول اعتقال، الكثير مما يجدر الوقوف عنده سينمائياً وفنياً، فذلك الرجل، بأكثر الأوصاف موضوعية، هو علامة فارقة حقيقية على خريطة السينما العالمية وليس فقط الإيرانية.
"أنا لا أخاف الموت لكني حزين". أذكر هذه الكلمات جيداً من آخر لقاء جمعني مع الراحل محمد أبو الغيط في لندن. قالها والابتسامة لا تفارق وجهه، ترتسم بقاياها فوق ملامح أذابها الشحوب كلياً وأحالها شمعاً متعباً.
ليس الرئيس الأميركي المرجح، بايدن، أفضل من ترامب، لكنه رجل دولة، وليس "تاجر جملة" سوقي ومغرور بدون أخلاق ولا معايير. محكوم بإرث ترامب الشيطاني. قد يعقد اتفاقاتٍ مع إيران، وربما تسويات مع دمشق، لكنه أيضا سيخضع للمؤسسة الديمقراطية والسياسية الأميركية.