تقوم شرعية الاستعمار الصهيوني على مبرر بناء دولة تجمع وتحمي يهود العالم، كما لا تستطيع إسرائيل فرض وجودها كقوة استعمارية، توسعية وعنصرية، إلا بقوة الردع العسكري
فاجأت الانتفاضة الفلسطينيّة الأخيرة المتابعين والمتابعات، إذ لم تكن متوقّعة بسبب الوضع المتردّي الذي وصلت إليه قضيّة الشّعب الفلسطينيّ في السّنوات الأخيرة.
لا شكّ بأن الانتفاضات في منطقتنا أتت نتيجةَ ضيق الأوضاع الحياتيّة والحقوقيّة إلى حدّ لم يعد يُطاق. لكن ما كان للشّعب أن ينتفض لو أنه لمس إمكانيّة إحداث تغييرٍ ما من داخل النّظم، أي اعتماداً على إصلاحات النّخب السّياسيّة.
بمراجعة الوقائع وتأمّلها، نرى أنّ الأنظمة العربيّة لم تأت كنتيجة لتطوّر طبيعي لحركة المجتمع، بل نشأت بطرق غير شرعيّة بعد استعمارٍ طويل، من خلال الاتفاق مع المستعمر مقابل أثمان سياسيّة واقتصاديّة.
عد سنوات من جمود وتراجع حضور القضيّة الفلسطينيّة في السّاحات الإقليميّة والدّوليّة، أتت صفقة ترامب - نتنياهو لتضع صراع الفلسطينيّين لاسترجاع حقوقهم أمام حائطٍ مسدود، ما أشاع الحيرة والتّخبط والإحباط في أوساط القيادة والمجتمع.