في المدرسة السلفية من يتطرف خوفاً من التغيير، وينادي بالجمود وعدم التزحزح والخروج عن الأوضاع القائمة، ومهما بلغت الأخطاء، فكيف يكون هذا سلفياً وداعشاً في الوقت نفسه!
الجمهور العربي داعم للمقاومة، وهو جمهور واعٍ وغير طائفي، ولم يكن يفرّق بين حماس وحزب الله، مع وجود فوارق كبيرة بينهما، وكان الجمهور قابلاً لخيارات سلبية اتخذتها حركات المقاومة، لسبب بسيط: هذه أفضل الخيارات المتاحة عربياً.
العربي الغبي، ولا أقول المتواطئ، لا يتعاطف إلا مع الضحايا الذين يسقطون في مواجهات المقاومة، ولا يبذل أي جهد في التعاطف مع ضحايا آخرين، مثلاً، الضحايا الذين أسقطهم الانقلاب في مصر لأنهم رفضوه.
من يتابع وسائل الإعلام المصرية، يتصور أن الحرب القائمة بين مصر وقطاع غزة، وأن صواريخ القسام تتوجه إلى القاهرة، معاذ الله، إلى درجة أن ما يصل إلينا من إعلام العدو الصهيوني لا يقارن بحجم الكراهية والبغض والتحريض القادم من القاهرة.
شيطنة الإخوان تعيق عملية التغيير، وتدعم فكرة العمل المسلّح، وتمنح القاعدة وخطابها شرعيةً وجمهوراً لم يكن متوفراً في بدايات الربيع العربي، ولا يمكن أن نتصور تحولاً ديمقراطياً وازدهاراً لفكرة المواطنة والعدالة والمساواة في أتون الحرب الطائفية المستعرة.
مهمة سيادة العدل بشريةٌ بالدرجة الأولى، وقد دلنا الله على السبيل إلى ذلك، وما كان التدين عند بني البشر ليكتمل من دون وظيفة إرساء العدل بين الناس، لكننا اخترنا قلب كل شيء وتشويهه.
كل ما نملكه هو المناصحة. على المجموعة الكبيرة والمؤثرة أن تكون مشروعاً للناس، لا مشروعاً عليهم، وعلى المشايخ التواضع قليلاً، والتخلي عن أوهام المكانة ووهم الهيمنة على الناس وذائقتهم، وتجييرنا مشاريعهم الخاصة.
سحب تنظيم قطر بطولة كأس العالم في 2022، وما يحلم به رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وحلفاؤه من السياسيين ورجال الأعمال، لن يحدث مطلقاً، على الرغم من كل حملات التشويش الرديئة.
حزب الله، بكل أسف، خيبة كبرى، وهو اليوم، شوكة في خاصرة الأمة ومشروعها التحرري من الأجنبي والمستبد. كان صفحة وطويت، وعلى العرب الشيعة تجاوز هذه المرحلة، والانخراط في مشروعهم، لا مشاريع الآخرين.