تتمدّد سيناء على خارطة من الدم والرصاص، لتصبح ساحة لعنف وقتل لا ينتهيان. تاريخ سيناء وجغرافيتها الاجتماعية والقبلية وموقعها وحساسياتها جعلها نموذجاً للإهمال وتربة خصبة للناقمين على سلطات لا تعترف بسيناء، تحديداً شمالها، إلا كمختبر لأعمالها الأمنية.
يواجه سكان سيناء خطر التهجير، مع دخول خطة إقامة المنطقة العازلة في شبه الجزيرة المصرية حيّز التنفيذ الفعلي، بقرارات جمهورية، في ظل غياب السلطة التشريعية في مصر، ما يهدّد بجعل سيناء مجرد صحراء قاحلة وأرض فارغة.
تزداد حالات العثور على الجثث في سيناء، على هامش العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري في المنطقة، ضد ولاية "تنظيم سيناء". وكان لافتاً أن العديد من الضحايا كانوا معتقلين في سجون تابعة للكتيبة 101 في سيناء.
الكلام من بُعد عن تجاوزات حرب سيناء التي يشنها الجيش المصري على "الإرهاب"، لا يوضح حجم المأساة. تعرض "العربي الجديد" قصة عائلة يوسف زريعي سلمي، التي قد تكون عيّنة لما يعانيه عدد كبير من المصريين.
شكّلت الأنفاق التي تربط قطاع غزة بالأراضي المصرية، عاملاً أساسياً في فك الحصار عن القطاع، خلال السنوات الماضية، مع استعمالها لإيصال المواد الغذائية والسلاح للمقاومة الفلسطينية. لكن حملة الجيش في سيناء قد تؤدي إلى تدمير هذه الأنفاق.