مائة عام وعام، وما زال الشتات الأرمني يتذكّر، ويصرّ على أن يتذكر. قد يكون العناد سيئاً أحياناً، ولكن ما أحوجنا اليوم إلى من يصرّ بعناد على قيمة الحياة. حمّلنا الناجون الكثير من أعباء الذاكرة. تجرّك بسحرها، وتقوضك وتحاصرك وتشكّل هويتك.
يُذكّرنا حديث الروائية والشاعرة الأرمنية الأميركية، نانسي كريكوريان، بعدة نساء لاجئات ومغتربات لأسباب مختلفة، خصوصاً بعد المأساتين العراقية والسورية. نساءٌ يجدن أنفسهنّ بين ليلة وضحاها أمام تحديات اللجوء، وبناء حياة جديدة من الصفر، والسؤال الملحّ: "من أين أنتِ؟".
إن أكثر ما يخشاه المستعمِر هو أنسنة المستعمَر، وحين يضطر أن يقرّ بإنسانيته يحاول احتواءه، وإعطاء نفسه دوراً "حضارياً".أنسنة الفلسطينيين تتضمن الإقرار بالجرائم الإسرائيلية وبالاحتلال مجرّداً من المبررات. البنية الاجتماعية-النفسية الصهيونية لا تتجرأ أو تريد أو تحتمل الإقرار بما ارتكبته.
كان أحياناً يخرج عن النص المقرّر فيحدثنا عن بعض الحقائق السياسية، فنصغي وسط شعور بأن هناك رقابة إسرائيلية في كل مكان حتى في الصف، وأن علينا أخذ الحيطة والحذر في كل كلمة نتفوه بها... الانتفاضة بدأت. الأخبار تظللنا.