يستمرّ عرض "أوبرا عايدة" في مصر بعد عقود طويلة من تأليفها. عمل لا يزال رمزاً موسيقياً تستخدمه السلطة السياسية ويعتبر ممثلاً للهوية الثقافية المصرية. والدليل على ذلك حضوره القويّ في آخر حفل رسمي خلال افتتاح قناة السويس.
الكثير يعرف أنَّ القضية الفلسطينية حاضرةٌ في النقاش السياسي في إيطاليا، ولكن ليس هناك اهتمام كبير بالأدب الفلسطيني. وإن كان الأدب الفلسطيني جزءاً من الفسيفساء الأدبية العالمية، فإنَّ واقع ترجمته إلى الإيطالية يعكس واقع ترجمة الأدب العربي ومآزقه.
باتت مؤلفات الكتّاب العرب بالإيطالية تعيد ترتيب ذائقته حول الأدب الأجنبي، بل إنها تساهم في بناء الأدب الإيطالي في أيامنا هذه، كما ساهم أجدادهم العرب في تأسيس الدولة الإيطالية خلال حرب الاستقلال الثالثة سنة 1860 وبقي بعضهم بعد الحرب.
نستطيع اكتشاف تأثير الثقافة العربية في إيطاليا من خلال تصفحنا لمعجم اللغة الإيطالية. كما في لغات أخرى، هناك مثلاً كثير من الكلمات المتداولة في إيطاليا أصلها عربي، وخاصة في المجالات العلمية التي كان العرب متقدّمين فيها كالطب والفلك والرياضيات.
رغم العلاقات بين البلدين، فإن الأدب التونسي المعاصر غير معروف في إيطاليا. وعن ذلك يقول المترجم فرنشيسكو ليجيو: "حين ننظر إلى مجال الأدب نجد أنفسنا أمام مكتبة إيطالية تكاد تكون فارغة مما ينتجه الأدب التونسي، ما عدا بعض النصوص القليلة".
لا يخفى على المهتمّين بالعلاقات بين إيطاليا والعالم العربي أنها كثيرة ومختلفة ولم تنقطع منذ قديم الزمان، ويمكن أن نجدها موثّقة في كثير من المصادر. وخاصة مع البلدان العربية المطلّة على البحر المتوسّط. ولكن الأمر يختلف بالنسبة لعلاقات إيطاليا بالجزائر.
ثمّة اهتمامٌ كبير بدانتي عربياً. أمّا في إيطاليا، فمن الصعب على الكثيرين قبول فكرة تأثّره بالثقافة العربية الإسلامية، مع أنه صار مؤكّداً أنه قرأ قصّة "الإسراء والمعراج" بترجمة إبراهيم الفقيه الذي كان يعمل مترجِماً في بلاط الملك الإسباني ألفونسو العاشر.