أعاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مجلس الشورى في اليمن، إلى دائرة الضوء، بتعيينه أحمد بن دغر رئيساً له. ورغم قلّة صلاحيات المنصب، إلا أن الخطوة ينظر إليها من باب تعزيز الولاءات في معسكر الشرعية.
لم تكن الخسائر البشرية والمادية هي الأضرار الوحيدة التي ألحقها الهجوم الذي استهدف مطار عدن الدولي، الأسبوع الماضي، إذ إن التداعيات انعكست سلباً على محاولة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إحياء مفاوضات السلام، ما يجعل جولته بين الرياض وعدن شكلية وتضامنية.
لم تقدّم التحقيقات بالهجوم الذي استهدف مطار عدن اليمنية قبل أسبوع أي جديد إلى الآن، باستثناء تكرار الاتهامات لجماعة الحوثيين. ولا تبدو مهمة التحقيق سهلة في ظلّ وجود أكثر من فرضية على الأرض، غير أنّ الحكومة تؤكّد مضيها في ذلك.
على الرغم من الآمال العريضة بأن يكون 2021 عاماً مختلفاً ولا يشبه سلفه "الافتراضي"، إلا أنّ المؤشرات كلها تقول إنّ 2020 قد قرر طرح الجزء الثاني، وإتحاف العالم بالمزيد من الأحداث الصادمة، والأوبئة غير المتوقعة والمليشيات المتحورة.
ليس فيروس كورونا الجديد وحده ما يثير أزمة طارئة في اليمن، فالمجاعة والنزوح المستمر والقصف والقتال والوضع الصحي المتدهور، كلّها كوارث التصقت بعام 2020، بحدة أكبر من السنوات السابقة.
لم تحقق الحكومة في اليمن خلال عام 2020 أي مكاسب حقيقية تذكر، لا بل إنّ خسائرها توالت أمام الحوثيين من جهة، والانفصاليين من جهة أخرى، في حين أنّ لا مؤشرات على تغييرات في هذا الوضع في المرحلة المقبلة.
بعد أكثر من 13 شهراً على توقيع اتفاق الرياض، أعلن عن تشكيل حكومة يمنية جديدة من 24 وزيراً، كان "المجلس الانتقالي الجنوبي" أبرز المنتصرين فيها، فيما بدا الاختلال واضحاً بتوزيع الحصص بين الجنوب والشمال مع تطبيق مجتزأ لاتفاق الرياض.
فرضت عشر سنوات من الثورات العربية تحوّلات كبيرة في البلدان التي شهدتها، رغم اختلاف المسارات في كل منها وتحوّل بعضها إلى العنف، وبينما خبت شرارة بعضها، يبقى تجددها هاجس الحكام الذين يعرفون أن الاستقرار الذي فرضوه بالقمع هشّ ولن يستمر.
بعد الحرب ومعاركها التي دفعتهم للهرب بعيداً عن ديارهم، طوال السنوات الماضية، فإنّ الشتاء لا يرحم النازحين في اليمن، ببرده الذي يواجهونه بأجسادهم العارية وبخيام لا تحميهم من الصقيع