محكمة الجنايات الدولية

لا تكف إحدى الإذاعات الفرنسية عن تكرار القول بأنّ الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر "أخلاقية" في العالم، وهو ما تكرّره كافة الوسائل الإعلامية الأخرى.

بينما خصّ المدّعي العام لمحكمة الجنايات كريم خان حركة المقاومة الفلسطينية بثلاث طلبات، لم يقدّم سوى طلبين في حق قادة إسرائيل، ما يضع المحكمة أمام اختبارٍ كبير.

يأتي قرار "الجنائية الدولية" وسيلة لصرف الأنظار عن قرار "العدل الدولية"، الملزم، والذي يُعدّ أقوى وثيقة إدانة لدولة الاحتلال، وأنصع شهادة اعتراف بالمقاومة.

تضيء هذه المطالعة على الزلزالين الارتداديين الناجمين عن مفاعيل "طوفان الأقصى"، علماً أنّ في الأفق حدثاً زلزالياً ثالثاً، وربما ثلاث هزّات ارتدادية أو أكثر.

بحجّة الاكتظاظ في السجون، يدعو وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إلى إعدام الأسرى الفلسطينيين، دون أنْ يجدَ من يردّعه، بما يعني موافقته ضمنًا.

من الناحية القانونية، لا يُسمح للدول بالعمل كقتلة مأجورين، ولكن الولايات المتحدة الأميركية ومعها بعض دول الغرب توّظف إسرائيل للقيام بمهمّة القاتل المأجور.

لا نبحث عن شخص كريم خان، ولا نتقصّى أثره في لندن حيث مقرّ إقامته، أو في لاهاي حيث مقرّ محكمة الجنايات الدولية، وإنما نتحرّى في واقع الأمر عن دوافع صمت الرجل.