التجميل ينافس العقار في الاقتصاد العربي

24 ديسمبر 2014
خبيرة التجميل العالمية جويل (العربي الجديد)
+ الخط -
يصف الخبراء والباحثون ما يُصرف على التجميل في العالم العربي بـ"الخرافي"؛ حيث إن آخر البيانات الصادرة عن شركات التجميل العالمية، تظهر أن معدل الإنفاق المتوسط للفرد العربي الواحد على التجميل يبلغ 334 دولاراً. ويصل الإنفاق السنوي على مختلف مستحضرات التجميل في الخليج إلى نحو مليار و600 ألف دولار. وتأتي النساء السعوديات على رأس القائمة من حيث الإنفاق، إذ أنققت نساء المملكة خلال عام 2013 ما يقارب 2 مليار و400 ألف دولار على مختلف مستحضرات ومواد وأدوية التجميل. وتوقع المهتمون بالقطاع أن ينمو الإنفاق خلال العام الحالي بنسبة 11%. 
وربط الخبير الاقتصادي اللبناني، خالد قصار، نمو تجارة التجميل بـ"الفورة في تشييد التجمعات التجارية الكبرى، والتي لا تخلو من مئات المحلات التي تُعنى بالتجميل". ويرى قصار أن القطاع اليوم، "يساهم بشكل كبير في خلق فرص العمل، وتوفير الدخل لمجموعة من العاملين في المجالات المرتبطة به، وهي الطب التجميلي، الحلاقة، المكياج، الاكسسوار...".

جويل: سوق ضخمة
وفي حديث حصري لـ"العربي الجديد"، قالت خبيرة التجميل العالمية، جويل مردينيان، إن عالم التجميل في العالم العربي أصبح واسعاً. ولم يعد يقتصر على الاهتمام بالشعر والمكياج فقط، بل يتضمن اليوم الجراحة التجميلية؛ مثل تجميل الأسنان وعمليات "البوتكس" و"الفيلر" وشد الوجه. وأضافت "قبل 10 سنوات كان التجميل محدوداً جداً، ويقتصر على عمليات تجميل الأنف فقط، ولكن اليوم زاد الطلب، خاصة في السوق الخليجية على عمليات التجميل والتغيير الشامل للشكل".
وأكدت جويل دور قطاع التجميل في توفير فرص العمل، وقالت إن مجموعتها تضم مجموعة من الصالونات في دول الخليج، آخرها فرع في قطر. وشرحت جويل "نحن نوفر فرص عمل للخبراء الذين يضيفون قيمة للصالونات، إذ إن التجميل بات موضة العصر".
واعتبر الخبير قصار في تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن الأرقام التي تتحدث عن قطاع التجميل في منطقة الخليج والشرق الأوسط مذهلة. وتعد المنطقة، حسب تصريحه، اليوم، أكبر مستورد في العالم للمواد التجميلية بمختلف تصنيفاتها. ووضع قصار دولتي السعودية وقطر على رأس دول المنطقة من حيث استيراد هذه المواد، واحتضان معارض دولية ضخمة وهامة تستقطب أبرز خبراء التجميل.

توقع زيادة المنافسة
وتوقع قصار حصول منافسة قوية في هذا القطاع في الدول العربية خلال الفترة المستقبلية، خاصة من طرف تركيا، التي فطنت إلى أن المجال مهم للترويج السياحي، ما دفع العديد من المستثمرين نحو إنشاء ما يسمى "منتجعات التجميل السياحي". وأوضح قصار أن لبنان يمكن أن يلعب دور الريادة مستقبلاً، نظرا للإرث الذي يملكه خبراؤه وسمعتهم، ما جعل البلد قبلة للعديد من المشاهير وكبار الشخصيات.
ولفتت الخبيرة المغربية في شؤون المرأة والتجميل، زهرة السلاك، إلى أن بعض البلدان العربية تعرف، دون غيرها، نمواً قوياً لهذه التجارة. والسبب، حسب المتحدثة ذاتها، ما يوفره المجتمع من دخل فردي للمرأة، والتي أثبتت الدراسات أن مردوديتها تكون أقوى حين تظهر بمظهر أنيق ومتجدد. لذلك اتجهت مجموعة من المستثمرين الشباب نحو إنشاء شركات ومراكز تُعنى بالتجميل في الوطن العربي.
وذهبت الخبيرة السلاك في تصريحها لـ"العربي الجديد" حد القول "إن قطاع التجميل في العالم العربي بدأ يأخذ هويته الخاصة، وذلك عبر إنتاجه مواد وأدوية تجميل بخامات عربية أصيلة، خاصة كريمات تصحيح البشرة، وتجديد خلايا الوجه، ومعالجة قشرة شعر الرأس". وأضافت السلاك، أن شركات تجميل عملاقة مثل "كريستان ديور" تعتمد على المواد الأولية المنتجة داخل الدول العربية.
وقالت السلاك، إن مجال التجميل صنع أسماء عربية عالمية، كالطبيب المغربي حسن التازي، الذي يملك براءات اختراع في مجال الطب التجميلي. وصنع أسماء شركات تحقق معاملات ضخمة، كالشركة السعودية المشهورة "دار القرشي" وشركة "بونس". كما طور القطاع إنتاج وتسويق مواد كانت إلى وقت قريب مجهولة المنفعة، وذكرت من بينها ما يتوفر عليه المغرب من ورد التجميل، نبتة الصبار، شجرة أركان، التي تستفيد المرأة الفلاحة من عائداتها بالدرجة الأولى. وكشفت السلاك أن شركة "لوريال" تنتج "الزيت العجيب" من شجرة أرغان. ويحقق هذا الزيت للشركة مداخيل خيالية. وتختم تصريحها بالقول: "إن سوق تجارة التجميل، تنافس اليوم سوق العقار من حيث الأرباح".
دلالات
المساهمون