السوق الحرة الكويتية: استثمار مستمر

21 سبتمبر 2015
نشاط لا يتوقف في مطار الكويت (فرانس برس)
+ الخط -
تتنافس الشركات والعلامات العالمية على افتتاح متاجرها في السوق الحرة في مطار الكويت الدولي، مستفيدة من الإقبال الكبير والحركة الكثيفة التي يشهدها على مدار العام، والإيرادات العالية التي تحققها من العملاء الذين يعمدون إلى إنفاق مبالغ كبيرة على شراء العطور والتبغ والمجوهرات وبعض الأجهزة الذكية، والقيام بالعمليات المالية والمصرفية قبل السفر. 
وتتولى شركة "ذات السلاسل" مسؤولية إدارة السوق الحرة في مطار الكويت الدولي، وفي مطار الشيخ سعد العبدالله الذي افتتحت السوق الجديدة فيه، منذ عامين، محققة أرباحاً كبيرة. ويوضح رئيس لجنة التجارة والنقل في غرفة التجارة والصناعة، خالد الخالد، أن العمل في السوق الحرة في الكويت يتم عبر الإدارة العامة للطيران المدني وبالشراكة مع وزارة التجارة والصناعة وغرفة التجارة وهيئة الصناعة ووزارة البلدية في الكويت.


إقبال كثيف

ويذكر الخالد في تصريح له لـ "العربي الجديد" أن الشركة المديرة للسوق الحرة تحصل على الترخيص مقابل ما يعادل 20 مليون دولار تقريباً، لافتاً إلى أنها تؤجر مساحات لنحو 120 شركة تعمل في الاتصالات والمجوهرات والأزياء والإكسسوارات والصيرفة لقاء مبالغ تتراوح بين 20 و50 ألف دولار شهرياً.

اقرأ أيضاً:الكويت تستثمر 10 مليارات دولار في المشاريع الشبابية 


ويقول الخالد، إن السوق الكويتية تشهد إقبالاً على افتتاح الشركات والمتاجر في السوق الحرة في المطار، بالنظر إلى الاكتظاظ الكبير والعدد الكبير من المسافرين على مدار الوقت، خصوصاً وأن أكثر من 30 شركة طيران تسير رحلاتها منه إلى جميع أنحاء العالم، وكاشفاً أن العملاء الذين يزورونها يعملون على شراء المنتجات، خصوصاً وأنها خالية من الضرائب، ما يساعدهم في بعض الأوقات على الحصول على منتجات بأقل من سعرها خارج المطار.
ومن ناحيته يبين المدير المالي في شركة المستقبل للاتصالات، ضياء أحمد، أن التواجد في السوق الحرة يشكل فرصة كبيرة للشركات الموجودة في الكويت للتعريف وتسويق منتجاتها في الوجهة الأولى أمام زوار البلاد، مبيناً أنها تحقق مبيعات عالية على مدار العام، ولا تقل عن 10 آلاف دينار للمحلات الكبرى يومياً، في حين تستقبل المتاجر الصغرى نحو 10 آلاف عميل يومياً، يشترون العطورات، وغيرها من الأكسسوارات والمنتجات لقاء مبالغ تبدأ من 100 دولار، وقد تصل إلى 10 آلاف دولار للمجوهرات الثمينة.
ويوضح أحمد أن السوق الحرة في الكويت تشهد تواجداً لعلامات تجارية من قطاعات الأزياء والبنوك وشركات الصيرفة وشركات الاتصالات ومطاعم الوجبات السريعة، التي توقع عقوداً مع شركة "ذات السلاسل" التجارية، وتكون تحت الإدارة العامة للطيران المدني للتواجد في المطار وتسويق وبيع المنتجات في السوق الحرة لمدة تتراوح بين سنة و3 و5 سنوات، يتم تجديدها للمدة نفسها.

حركة بيع

ويشهد فصل الصيف إقبالاً كبيراً على التسوق في السوق الحرة الكويتية، ويوضح الموظف في شركات عطورات في السوق الحرة، إبراهيم العيسى، أن المتاجر العاملة تستقبل نحو 10 إلى 20 ألف عميل يومياً، مبيناً أن نحو مليون عميل يمرون في متاجرها، بين شهري يونيو وأغسطس من كل عام، كل منهم يشتري بضائع ومنتجات بقيمة تتراوح بين 100 و500 دولار، ما يساعد الشركات على تحقيق إيرادات عالية.
وتعتبر السوق الحرة في الكويت من أولى المناطق التي افتتحت في الخليج، ويبين الخبير الاقتصادي، الحجاج بن خضور، أن الاستثمار في افتتاح المتاجر في السوق الحرة بدأ منذ عام 2001 في مطار الكويت الدولي، مبيناً أن قيمة المبالغ التي تدفعها الشركات لافتتاح فروعها يبلغ ما يعادل 17 مليون دولار سنوياً.
ويفيد بن خضور، أن عدد المتاجر التي تفتح أبوابها في السوق الحرة في الكويت يصل إلى 4 سنوياً في حين تعمد الجهات المتواجدة إلى تحسين مرافقها وتجديدها، مبيناً أن المساحة الإجمالية للسوق الحرة في الكويت تصل إلى 32 ألف متر مربع، ومنوهاً إلى أن مبيعات الشركات الموجودة فيها حسب أرقام الإدارة العامة للطيران المدني تصل إلى 3.5 مليارات دولار تقريباً، 15% منها تنفق على العطور والإكسسوارات.
إلى ذلك، يؤكد الخبير الاقتصادي، محمد البلوشي، أن التواجد في السوق الحرة يؤدي إلى تحقيق الشركات أرباحاً عالية وعوائد لا تقل عن 12% سنوياً، منوهاً إلى أن السوق الحرة في الكويت تشهد، يومياً، إخراج نحو 30 ألف منتج من المحلات المتواجدة فيها، كاشفاً أن الكويت تحتل المرتبة الرابعة على المستوى الخليجي من حيث مساحة السوق الحرة.
ويذكر البلوشي في تصريحه لـ "العربي الجديد" أن الإدارة العامة للطيران المدني تفرض شروطاً على الشركات الموجودة في السوق الحرة، وتعمل على مراقبة الأسعار والمنتجات المعروضة، بغية حماية حقوق المشترين، مبيناً أن عدد المتاجر الموجودة في السوق يصل إلى 120 من مختلف القطاعات، وكاشفاً أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح شركة إيطالية 5 متاجر لها بعد حصولها على موافقة الجهات المعنية في الدولة.
ويوضح أن النمو المتواصل في أعداد المسافرين في مطار الكويت يساعد الشركات على تحقيق نمو في الأرباح السنوية، مقدراً إياها بين 10 و15 مليون دولار تقريباً، يذهب 10% منها كضرائب للسلطات المعنية في المطار ووزارة المالية.

أقرأ أيضاً:الموانئ الكويتية تحقق أرباحاً تصل إلى 2.5 مليار دولار
دلالات
المساهمون