الأسواق الحرة في المغرب: نمو متواصل

25 مايو 2015
الأسواق الحرة المغربية تعرف نموا متواصل بفعل السياحة(حسام إبراهيم/Getty)
+ الخط -
كشفت البيانات الرسمية الصادرة عن دوائر الإحصاء في المغرب، عن تطور القطاع السياحي في السنوات الماضية، الأمر الذي ساهم في إدخال العملات الصعبة إلى شرايين الاقتصاد المحلي. وقد ساهم تطور السياحة في المغرب في تنشيط قطاعات عديدة، لعل أبرزها، انتعاش المبيعات في الأسواق الحرة داخل المطارات، وارتفاع الإيرادات المحققة من الحركة التجارية في هذه المرافق.

إذ يعد مطار محمد الخامس، واحداً من أبرز المطارات في الدول العربية، فهو يستقطب سنوياً ملايين المسافرين حول العالم، سواء السياح إلى المملكة، أو الذين يمرون كترانزيت إلى دول أخرى. وقد ساهم التطور الكبير في أعداد السياح خلال السنوات الماضية، في تنشيط حركة البيع والشراء في المناطق الحرة.

يؤكد الخبراء أن العائدات المالية ارتفعت في السنوات الأخيرة، وقد ناهزت إيرادات المبيعات السنوية في السوق الحرة داخل مطار محمد الخامس ستة مليارات دولار. ويشير الخبراء إلى أن البيئة الاستثمارية الجاذبة، وتطور النمو السياحي، من العوامل التي ساهمت في تطوير عمل السوق الحرة. إذ تشير البيانات إلى أنه في الأشهر الأولى من عام 2015، وصل عدد السياح في المغرب إلى ما يقارب مليوني سائح، عبر معظمهم من خلال مطار محمد الخامس.

وقد سجلت الإيرادات السياحية بالعملة الصعبة في الشهر الماضي، على سبيل المثال، نحو 4.1 مليار درهم، وقد تم إنفاق ما يقارب 5% من هذه الإيرادات داخل مطار محمد الخامس.
ويجذب مطار محمد الخامس، كبريات الشركات العاملة في العالم، إذ تسعى معظم العلامات التجارية إلى افتتاح مراكز لها في السوق الحرة، نظراً لدوره الملاحي، محققة أرباحاً مرتفعة، وقد زادت نسبة المراكز الأجنبية التي افتتحت لها فروعاً داخل المطار، بحسب البيانات إلى أكثر من 12 مركزاً خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقد شجعت السلطات في المغرب الكثير من المستثمرين لضخ أموالهم في الأسواق الحرة المنتشرة في كافة مطارات المغرب. بالإضافة إلى ذلك، فإن السلطات ذاتها، ومن أجل زيادة أرباح الشركات، ساعدت في تسويق كثير من المنتجات في الطائرات خلال الرحلات الجوية، إذ نمت أيضاً إيرادات الشركات مستعينة بهذه الروافد المالية.

كذلك ساهمت المطارات الداخلية التي تربط مناطق ومحافظات المغرب ببعضها البعض، في ازدهار التجارة المحلية في المطارات، خاصة أن العديد من هذه المرافق يعتمد ليس على بيع المنتجات الفاخرة فقط، بل يسعى المستثمرون أيضاً إلى افتتاح الكثير من المطاعم والمقاهي، والتي تلاقي رواجاً كبيراً، خاصة أن أسعارها مناسبة جداً. إذ تبدأ الأسعار الخاصة بالمنتجات الغذائية من 10 دولارات وتصل إلى مائة دولار بالنسبة إلى الحلويات المغربية، أو الأطعمة ذات التراث المغربي، والتي يسعى السياح إلى تذوقها وشرائها.

للسنوات المقبلة، وضعت السلطات المغربية الكثير من الخطط لتطوير وتوسعة المطارات، خاصة مطار محمد الخامس، في خطوة منها لاستقبال المزيد من السياح، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على نمو عمل الأسواق الحرة، إذ ستسعى الشركات العالمية، وحتى الشركات الوطنية إلى افتتاح مراكز إضافية لها داخل المناطق الحرة، وهو ما سينعكس إيجاباً على الحركة التجارية والاستثمارية في البلاد.


المساهمون