بازارات المغرب تدعم المنتج التقليدي

29 ابريل 2015
البازارات توفر فرص الشغل والدخل لملايين المغاربة (العربي الجديد)
+ الخط -
تعد بازارات المغرب، وهي محلات تجارية متخصصة في بيع المنتوجات التقليدية والعتيقة، من بين أهم الواجهات السياحة في المملكة، وعلامة بارزة لتسويق منتوجات محلية الصنع.

وتعتبر البازارات من بين أهم منصات بيع وتسويق منتوجات الصناعيين التقليديين في جميع الأصناف، والبالغ عددهم 2.265 مليون صانعة وصانع حسب تقرير صادر عن وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني عام 2013.


ويحقق قطاع الصناعة التقليدية رقم معاملات يعادل حسب نفس التقرير 82.1 مليار درهم (أكثر من 8.199 مليارات دولار)، 83% منها تستحوذ عليها السوق الداخلية. وأورد التقرير ذاته أن قطاع الصناعة التقليدية المرتبط بشكل كبير بمبيعات البازارات حقق معدل نمو سنوي ما بين عامي 2007 و2012 يعادل 13%.

الرفع من جودة المعروضات
وقالت وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة مروان، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن مهمة الوزارة التي تمسك بحقيبتها، تأهيل الصناعيين التقليديين الذين يمدون المحلات التجارية التي تسوق منتوجاتهم، وكذا خلق نوع من التوازن بين أرباح المسوقين والصناعيين. وأكدت الوزيرة، فاطمة مروان، أنه ورغم عدم إشراف وزارتها بشكل مباشر على قطاع البازارات في المغرب، إلى أنه ووفق رؤية سنة 2015، تطمح الوزارة الوصية إلى الرفع من جودة منتوجات وخدمات الصناعة التقليدية المغربية، وكذا الكفاءات التي تعمل فيها عبر التكوين المستمر، لأنها تعتبر المزود رقم واحد ومحرك التجارة التي تنشط عبرها البازارات في المغرب.

وتتوزع أهم تجمعات البازارات في المغرب في المدن السياحية والاقتصادية الكبرى، وهي مراكش، فاس، الصويرة، أكادير، والدار البيضاء. وتوفر هذه المحلات دخلاً مباشراً وغير مباشر لملايين المغاربة، يشمل الصناعيين التقليديين، وأصحاب المحلات، بل حتى سائقي سيارات الأجرة وأصحاب وكالات النقل السياحي الصغيرة.

انتقلت "العربي الجديد" صوب مدينة مراكش السياحية، في جولة قادتها نحو أبرز أسواق البازارات في المغرب، والتي تشهد على مدار السنة حركة تجارية قوية.

سياحة البازارات
داخل بازار "تويزرا" استضاف المسؤول الأول عن التسويق، أيت حماد محمد، "العربي الجديد"، وقال رداً على أسئلة الجريدة، إن الإقبال على معروضات البازارات يكون كثيفاً ابتداء من شهر فبراير/شباط وإلى غاية شهر يونيو. وعن أهم المنتوجات التي يقبل عليها السياح والمغاربة، وضع أيت حماد محمد المنتوجات الجلدية بكل أصنافها على رأس القائمة، تليها التحف الفنية المصنوعة من العرعار والمعادن النفيسة والعظام كذلك، ثم الملابس التقليدية المغربية وخصوصاً القفطان (لباس نسائي تقليدي).


وبخصوص أهم جنسيات زبائن البازارات في مدينة مراكش، كشف أيت أحماد لـ"العربي الجديد"، أن السياح القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، ودول أمريكا اللاتينية، أزاحوا الأوربيين عن عرش الزبائن الأوفياء للصناعة التقليدية المغربية. وأضاف أن الأمريكيين يصرفون كثيراً على شراء مقتنيات مختلفة.

وصرح المسؤول التجاري نفسه أن محلهم يستقبل، يومياً، ما بين 100 و150 زائراً خلال الفترات العادية، لكن ليس كلهم يشترون، إذ قدر نسبة الإقبال على الشراء ما بين 50 و70% من عدد الزائرين.

وتوفر البازارات دخلاً شبه ثابت للعديد من القطاعات. حيث يحصل الوسطاء حسب سمير، وهو سائق سيارة أجرة، على نصيب من استقطاب الزبائن. وتتراوح قيمة العمولة أو "جعبة" كما تسمى محليّاً ما بين 15 و50% من حجم مقتنيات الأفراد أو المجموعات.

وكشف سمير لـ"العربي الجديد" أن الزيارة وحدها يحصل فيها الوسيط على مقابل يبدأ من 100 درهم (9.99 دولارات) للزيارة الواحدة، زائداً ما يطلق عليه في مراكش بـ"الكرم" وهو عمولة يستفيد منها الوسيط كعربون لوفائه للبازار أيام انحصار النشاط السياحي في المدينة.

أرباح بملايين الدولارات

وفي لقاء مع المدير الجهوي للصناعة التقليدية في جهة مراكش الحوز، عبدالعزيز الرغيوي، أوضح الأخير لـ"العربي الجديد" أن البازارات في المغرب تنقسم إلى ثلاث فئات، وهي الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. وقال، إن المعايير التي تحدد صفة الألى تشترط أن يتوفر البازار على مساحة أقلها 5000 متر مربع مغطاة، وتشتغل بنظام الأجنحة، أي أن كل منتج له رواق خاص به، توفرها شركات مع وكالات الأسفار الدولية وشركات الطيران، كما يجب أن تعتمد في تسويقها للمنتوجات الموجهة للتصدير على معايير دولية صارمة، وتحقق رقم معاملات سنويّاً يفوق 15 مليون درهم (أكثر من 1.503 مليون دولار). أما المتوسطة والصغيرة، فالمحدد في تصنيفها هو تحقيقها لرقم معاملات يبدأ من مليون درهم (قرابة 100.214 ألف دولار) وخمسة ملايين درهم (قرابة 501.074 ألف دولار).

وكشف المدير أن رقم المعاملات الخاص بالصناعة التقليدية في مراكش وحدها بلغ في شهر مارس/آذار المنصرم 22 مليون درهم، دون احتساب مبيعات كافة البازارات التي تنشط في مراكش والفائق عددها 700 محل.

وزاد عبدالعزيز الرغيوي في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن 70% من مبيعات الصناعة التقليدية في المدينة الحمراء داخلية، ونسبة 50% من الصادرات الوطنية من الصناعة التقليدية تستحوذ عليها مراكش وحدها، ويمكن أن يتضاعف الرقم إلى ثلاثة أضعاف إذا تم التصريح بجميع المبيعات التي تتم داخل البازارات.

إقرأ أيضا: الاستثمار بالـ "هايبرماركت": إيجارات شهرية بـ500 ألف دولار
المساهمون