حنان الزغبي طبيبة تتحدى جروح غزة

05 اغسطس 2015
واجهت حنان الكثير من الصعاب لتحقق طموحها (العربي الجديد)
+ الخط -
تعشق المغامرة والدخول في التحديات والصعاب، ضحت كثيراً للحصول على تخصص نادراً ما تلتحق به النساء، كونه اعتبر لفترة من الزمن حكراً على الرجال. نجحت وأبدعت لتكون طبيبة العظام الوحيدة في قطاع غزة.

الفلسطينية حنان الزغبي دكتورة عظام وتركيب المفاصل في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، درست المراحل الأساسية والجامعية في الجزائر فحصلت على البكالوريوس والماجستير لتتخرج منها عام 2000 من قسم الطب العام.

عادت لفترة محدودة إلى غزة بعد تخرجها إلى أن قررت العودة نحو الجزائر لتبدأ في دراسة تخصص جراحة العظام لتحصل على الدكتوراه عام 2005.

الزغبي مواليد الجزائر عام 1969 تقول لـ "العربي الجديد": "أثناء قدومي إلى غزة شاهدت الواقع الصعب المتمثل في الحروب والإصابات المتنوعة وتحديدا الكسور وعدم وجود طبيبات حينها. رأيت أنه من الضروري التخصص في مجال العظام لمساعدة المصابين. ولاحظت حاجة فلسطين لهذا التخصص في ظل كثرة الاعتداءات الإسرائيلية التي تلحق الضرر في بنية الهيكل العظمي التي في بعض الأحيان تصل إلى الإعاقات الدائمة".

وتضيف الزغبي إن "الدراسة الجامعية كانت صعبة للحصول على الدكتوراه، لكن كان لدي طموح واسع بأن أحصل على تخصص العظام فكنت متفوقة في دراستي وحصلت على المرتبة الأولى على دفعتي وعلى مستوى الجمهورية الجزائرية".

توظفت الزغبي بعد تخرجها في مستشفى الدويرة في العاصمة الجزائرية، إضافة إلى عملها كأستاذة مساعدة لطلبة الطب في جامعة الجزائر لفترة خمسة أعوام، كذلك توجهت إلى فرنسا لتلقي دورة متخصصة في جراحة المفاصل الصناعية في الورك لتقرر بعدها العودة إلى غزة.
تقول الزغبي: "عدت إلى غزة عام 2007 لخدمة أبناء شعبي حيث تم قبولي للعمل في مستشفيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة لأصبح دكتورة العظام الوحيدة في القطاع".

بدأت الزغبي ممارسة عملها في مستشفيات القطاع الحكومية والخاصة في علاج المرضى والإصابات. تقول: "في بداية عملي واجهت الكثير من التحديات والصعاب كوني امرأة وحيدة وفي ظل احتكار مجال العظام للرجال، كذلك النظرة المختلفة لي من قبل الناس. وحتى الأطباء كانوا غير متقبلين للأمر لكن رغم ذلك تحديت هذه الظروف واستمررت في القيام بعملي على أكمل وجه ونجحت إلى أن تغيرت هذه النظرة وأصبح لي اسم وكينونة بينهم وفي المجتمع".
لا تخفي الزغبي أن كثرة الإصابات والحروب على غزة زادت من خبرتها العملية وأصبحت تعالج الإصابات الصعبة والمستعصية "بخاصة خبرتي في تجبير القدم لمنع تفاقم الكسر من خلال الاستغناء عن العمليات الجراحية التي تتطلب تركيب مسامير البلاتين، حتى إن الأطباء يأتون إلى استشارتها في بعض الأمور الطبية".

تقول الزغبي إن "أبرز المواقف في حياتي كانت عملي في ثلاثة حروب مرت على غزة، كذلك حروب الإرهاب في الجزائر عندما كنت هناك. لكن حروب غزة كانت من اللحظات القاسية التي مررت بها، حيث الإصابات الخطيرة التي كانت تصل المستشفى من مبتوري الأطراف والكسور القاسية".

وعن رضى المرضى، تقول: "لدي إقبال واسع من المرضى، سواء الذين يأتون إلى المستشفى أو الذين يأتون إلى عيادتي الخاصة، وأشعر بسعادة الجميع بسبب النتائج الإيجابية والنجاحات التي أحققها في مجالي الطبي".

تسرد الزغبي "كل النجاحات والتفوق الذي أعيشه يعود إلى دعم أسرتي منذ اللحظات الأولى من الدراسة وحتى البدء في عملي". وتضيف الزغبي "كان التحفيز على الاستمرار وتحمل صعوبات الحياة من قبلهم. فهم ضحوا بكل ما يملكون لكي يشاهدوا ابنتهم طبيبة تداوي المصابين، كل ذلك دفعني للاستمرار، والعمل بجهد لكي أحقق حلمهم وحلمي، إلى أن وصلت إلى هذه المكانة التي اعتز بها والتي يفخر أهلي وزوجي بها أيضاً".

تشعر الزغبي بالسعادة لتحقيقها حلماً من أحلامها وهو الحصول على درجة الدكتوراه، لكن لا يزال لديها العديد من الطموحات: "حلمي أن أكمل دراستي العلمية لأكون بروفسورة عظام كذلك أطمح إلى إنشاء مركز متخصص في جراحة العظام على مستوى فلسطين يضم أحدث الأجهزة الطبية، وتوفير سفر المصابين إلى الخارج".
دلالات
المساهمون