النازحون في العراق: النسيان سيد الموقف

28 ديسمبر 2015
غياب المساعدات الإنسانية في المخيمات (ميلت كاردي/ Getty)
+ الخط -
يعيش الشاب فاضل محمد وضعاً صعباً بعدما تم تهجيره وعائلته بسبب الصراع الدائر بين داعش والحكومة العراقية. يقول محمد الذي يسكن في مخيمات العامرية في الفلوجة لـ "العربي الجديد": "هناك نقص شديد في الأغذية والأدوية والمستلزمات الرئيسية، وخصوصاً الماء الصالح للشرب، ويُعتبر نقص دورات المياه وحمامات الاغتسال وقذارتهما، من أسباب تردي الحالة الصحية والإنسانية عموما، في مخيماتنا".
كما يؤكد محمد، وجود حالات فساد لدى بعض المنظمات الاغاثية، فيقول :"جاءت منظمات عديدة إلى المخيم، لتوزيع بعض الأغطية ومواد أخرى، إلا أن هذه المنظمات اكتفت بتصوير عمليات التوزيع ثم عادت وأخذتها دون توزيعها، ويبدو أنها كانت حملة دعائية فقط". أما محمد مصطاف الذي يسكن في مخيم الحجاج، فيقول لـ "العربي الجديد": "لم نستلم سوى بطانية واحدة، بينما نحن 8 أشخاص، نعيش في جو بارد، والظروف صعبة في هذه المنطقة شبه الصحراوية".
تشير العديد من التقارير إلى أن أعداد النازحين العراقيين سترتفع في الأيام القليلة المقبلة، بعدما أنذرت الحكومة العراقية أبناء مدينة الرمادي، التي تشهد مواجهات ساخنة بين القوات الحكومة، وتنظيم "داعش"، بترك منازلهم عشية اشتداد حدة المعارك في أطراف المدينة، حيث يقطنها أكثر من نصف مليون نسمة، نزح أكثر من نصفهم في أوقات سابقة، وواجهوا معاناة كبيرة وفقاً لتقارير منظمات دولية.
يقول الناشط في المجال الإغاثي في إقليم كردستان- العراق، رافع الحلبوسي" تتفاقم أزمة النازحين يومياً، وخصوصاً في المخيمات، ففي مخيم الخازر، يعيش العراقيون أوضاعاً إنسانية صعبة جداً بسبب البرد القارس، حيث يبيت النازحون في سكن غير ملائم للعيش البشري"، مشيراً إلى أن أغلب النازحين يعانون من أمراض مختلفة نتيجة الظروف البيئية غير الملائمة.
إلى ذلك، يؤكد الحلبوسي أن الإهمال الحكومي ساهم بدوره في زيادة معاناة النازحين العراقيين، ويقول "يخشى أي مسؤول حكومي أو برلماني زيارة المخيمات بدون حماية، خوفاً من نقمة وغضب النازحين، خاصة وأن العديد من النازحين كانوا من الموظفين في الدوائر الحكومية، إلا أنهم لم يتقاضوا رواتبهم من الحكومة منذ أربعة أشهر".

مساعدات معدومة

لا يختلف الوضع داخل مخيمات النزوح في محافظة الأنبار. وفقاَ لضرغام الدليمي، المدير التنفيذي لمنظمة سبل السلام للإغاثة: "يعاني النازحون في الأنبار من الإهانة والتجاهل من قبل القوات الموالية للحكومة من جهة، والخوف من تنظيم داعش من جهة أخرى". ويقول الدليمي لـ "العربي الجديد": "الظروف البيئية والصحية التي يعيشها النازحون مأساوية، فالأمراض تفتك بأطفالهم وشيوخهم، وقد باعوا كل شيء من أجل الحصول على الدواء، حتى أن قسماً منهم ضحوا بالغذاء من أجل توفير ثمن الدواء، ولم يفلحوا في ذلك في حالات عديدة".
ويضيف الدليمي "إن حجم المساعدات الرسمية للنازحين تكاد تكون معدومة بسبب عدم توفر النزاهة لدى العاملين في هذه الدوائر، رغم قلة هذه المساعدات بالأصل". ولا تقف حدود معاناة النازحين العراقيين عند هذا المجال، إذ يلفت الدليمي، إلى وجود سرقات كبيرة تحصل داخل بعض المنظمات الإنسانية، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الثقة من قبل المتبرعين".
إلى ذلك، يعاني عشرات الالاف من النازحين من عدم إمكانية عودتهم لبيوتهم رغم استقرار الأوضاع الأمنية منذ شهور طويلة، كما هو الحال في جرف الصخر، وعدد من مدن وقرى في محافظتي ديالى وصلاح الدين.
وقد أظهر تقرير أصدرته وزارة التخطيط العراقية، أن نتائج المسح الوطني للنازحين الذي نفذهُ الجهاز المركزي للإحصاء بعد أحداث حزيران/ يونيو 2014، تظهر أن نحو 22.4% من النازحين الشباب تركوا التعليم بسبب ظروف النزوح، كما أن نسبة الأمية لدى الإناث تزيد عن ضعفها لدى الذكور".

اقرأ أيضاً:ارتفاع حدة الهجرة من العراق بحثاً عن الأمن والعمل
المساهمون