لم يُتوّج المقاتل المغربي إلياس النهّاشي بطلاً للعالم عن فئة الكيك بوكسينغ لوزن الذبابة بالصدفة، بل إنّ وراء صعوده إلى قمة عالم الفنون القتالية حكاية كتبها بالشجاعة والاجتهاد والجدية.
النهّاشي أذهل جمهور الفنون القتالية عندما انتزع اللقب العالمي من التايلاندي بيتشدام بيتشيندي في أغسطس/ آب 2019، ثم دافع بنجاح عن لقبه في مناسبتين ضد اثنين من أبرز مقاتلي فئة الكيك بوكسينغ لوزن الذبابة، الصيني وانغ وينفينغ وبطل العالم السابق التايلاندي سوبرلك كياتمو في فبراير/ شباط 2021 بعد نزال ملحمي استمرّ لخمس جولات حسمه قرار الحكام بالإجماع.
في 14 كانون الثاني/ يناير 2023، يخوض النهّاشي وسوبرلك نزال العودة بينهما على اللقب خلال عرض ONE Fight Night 6 حيث يأمل البطل المغربي أن يحقق الفوز مرة أخرى على نظيره التايلاندي.
خلف انتصارات النهّاشي عقلية مقاتل محترف أظهر تفوّقاً ذهنياً وبدنياً قادته إلى قمة عالم الفنون القتالية، وهنا خمسة أقوال للنهّاشي تعطي لمحة عن عقليته الاحترافية.
-
1- "تستطيع أن تبيّن للناس بأنك البطل الحقيقي عندما تبقى بطلاً وتدافع عن بطولتك وتبقى في القمة"
منذ أن انتزع بطولة العالم في الكيك بوكسينغ لوزن الذبابة من بيتشدام بيتشيندي في أغسطس/ آب 2019، نجح النهّاشي في الدفاع عن لقبه مرتين، متمكّناً من هزيمة كلّ من الصيني وانغ وينفينغ والتايلاندي سوبرلك كياتمو خلال نزالين ملحميين، بعد قتال استمر لخمس جولات، حقق انتصارين، بقرار منقسم على منافسه الصيني، وبإجماع الحكّام على خصمه التايلاندي.
بعد أكثر من ثلاث سنوات على فوزه باللقب، يحرص النهّاشي على التدرّب للبقاء في قمة فئته، ويتطلع للمزيد من النجاحات خارجها، إذ بدأ يعمل على اكتساب مهارات في المصارعة والاسقاط تمهيداً لخوض نزالات بقواعد الفنون القتالية المختلطة.
-
2- "كل شخص لديه نقطة ضعف، ولكنني أقاتل بأسلوبي. أمتلك أسلوباً خاصاً بي، وعندما أقاتل، أستطيع أن أعدّل في أسلوبي"
يصف النهّاشي أسلوبه القتالي بأنه مزيج من الكيك بوكسينغ والكاراتيه، وهُما رياضتان نشأ عليهما بفضل عائلته الرياضية، وهو يدمج بين خفة الحركة وتسديد الضربات المباشرة القوية باللكمات والركلات، ترسانته الهجومية والدفاعية المتنوّعة تمنحه القدرة على التعديل في أسلوبه وفقاً لخطة اللعب التي يختارها قبل النزال، كما يمكنه تغيير طريقته خلال القتال تبعاً لمجريات النزال.
-
3- "الفنون القتالية جعلتني أبتعد عن أمور سيئة. علّمتني الاحترام والنضج في عمر صغير وأن أكون سعيداً بما أمتلكه"
تغيّرت حياة النهّاشي منذ أن بدأ بالتدرّب على الكيك بوكسينغ وهو في الـ11 من عمره متأثراً بوالده وابن عمه اللذين كانا يذهبان إلى التدريبات في إحدى أندية مدينة أترخت الهولندية.
ولكن المقاتل المغربي يذكر كيف تشتت تركيزه في المراهقة، الأمر الذي جعله يهمل الكيك بوكسينغ وينغمس بحياة مختلفة تماماً، ولكن والده تدخّل في الوقت المناسب، وأعاده إلى صوابه.
ويقول النهّاشي حسب "ون" عن ذلك: "الفنون القتالية منحتني استقراراً، ونصائح والدي فتح عينيّ، فاخترت أن أركّز على الفنون القتالية بنسبة 100%. ثم بدأت كلّ الأمور تسير على ما يرام، ولم أستطع أن أتوقف".
منذ ذلك الحين، أثمر التزام النهّاشي بالتدريبات، ففاز ببطولات عدة في الكيك بوكسينغ منها بطولة "إنفيوجن" وبطولة "ذا بليد" العالمية و"بطولة العالم للقتال" (WFL) وصولاً إلى حزامه في بطولة "ون".
-
4- "لديّ مهارات في الملاكمة. لست مضطراً إلى أن أقاتل فقط باستخدام الركلات، ولكنني أصنع الفارق بعقلي. إنني أفكر كثيراً خلال نزالاتي"
يمتلك النهّاشي مميّزات عديدة أعطته دفعاً كبيراً ليحقق نفسه ويعتلي قمة عالم الكيك بوكسينغ ضمن فئة وزنه، رغم أهمية مهاراته وسرعته الفائقة وقدرته الكبيرة على التحمّل، تأتي في مقدمة ميزاته كمقاتل محترف قدرته على تحويل مجريات أي نزال لمصلحته.
يستطيع النهّاشي أن يعدّل مسار النزالات بفضل قدرته على قراءة الخصم واكتشاف خطة لعبه ونقاط الضعف فيها بهدف إيجاد الثغرات المطلوبة لتحويل مجرى القتال لمصلحته.
-
5- "كلّ ما أفعله، أقوم به من أجل عائلتي، العمل بجدية، والتدريب القاسي، وكلّ ما سيأتي، أقوم به من أجلهم"
يذكر النهّاشي أنّ الفضل الأكبر في احترافه الكيك بوكسينغ يعود إلى عائلته التي كانت تمتلك درجة عالية من الشغف للفنون القتالية. ورغم انقضاء سنوات عديدة منذ دخوله الأول إلى عالم الفنون القتالية، يتّخذ النهّاشي من والده، الذي كان يمارس فنون القتال، مثلاً أعلى في الرياضة، معتبراً أنّ جدية أبيه واجتهاده وشغفه شكّلت مفاتيح نجاحاته.
واليوم، يخوض النهّاشي نزالاته كي يرى الفخر بعيني والده ويهدي انتصاراته إلى عائلته، ولذلك يتمنى أن ينجح في الدفاع عن لقبه في نزاله القادم فجر السبت في 14 يناير/ كانون الثاني 2023 خلال عرض ONE Fight Night 6 الذي يُقام بالعاصمة التايلاندية بانكوك ويُعرض على "بي إن سبورت بريميوم 1".