عاد ملف هروب الأبطال المصريين إلى أوروبا من منتخبات مصر في الألعاب الفردية المختلفة، ليضرب بقوة، على خلفية واقعة الهروب الأخيرة لبطل أفريقيا في المصارعة الرومانية أحمد بغدودة من معسكر منتخب مصر في تونس، بعد حصوله على الميدالية الفضية في وزن 63 كيلوغراماً، وسفره إلى فرنسا تمهيداً للعب باسم دولة أخرى مستقبلاً.
وفجرت قضية هروب أحمد بغدودة، التي تنحصر أسبابها في المقام الأول في الجوانب المالية، الواقع المؤلم الذي تعاني منه الرياضة المصرية من وقت إلى آخر. وتنحصر أزمة هروب الرياضيين الأبطال في 3 أسباب مالية وتنظيمية وإدارية، تعد كلمة السر الأولى والأخيرة في فقدان الرياضة المصرية للعديد من اللاعبين الذين باتوا يلعبون لدول أخرى أخيراً.
غياب الدعم
أول الأسباب وراء هروب الرياضيين المصريين الأبطال، هو غياب الدعم المالي لبرامج الإعداد الخاصة بهم استعداداً لخوض البطولات العالمية والدورات الأولمبية بشكل عام. ووصل الأمر إلى وجود أزمات مالية تهدد من وقت لآخر خوضهم معسكرات خارجية، وهناك أبطال أساطير مصريون اشتكوا رسمياً من هذا الوضع قبل اعتزالهم مثل محمد إيهاب، البطل الأولمبي في رفع الأثقال، والذي تدخلت ذات يوم وزارة الشباب والرياضة لدعمه مالياً، وإقناعه بالعدول عن قرار اعتزاله الذي أعلن بعد أولمبياد 2016.
تواضع الدخل الشهري
وثاني الأسباب وراء هروب الأبطال المصريين، قلة الرواتب والدخول الشهرية الخاصة بهم من وراء احتراف الألعاب الفردية، ولعل نفي والد بغدودة بطل المصارعة ما قيل عن حصول نجله على راتب شهري يصل إلى 8 آلاف جنيه من اتحاد المصارعة خير مثال، وأعلن لاعبون مصريون سابقون ممن رحلوا عن الرياضة المصرية، عدم تقاضي رواتب حقيقية لفترات طويلة، تساعدهم على المعيشة الكريمة بشكل جيد، والإنفاق على أنفسهم.
الخلافات الإدارية
وثالث الأسباب وراء هروب الأبطال المصريين، غياب الاحتواء الإداري التام من جانب مسؤولي الاتحادات المصرية، حيث تبدأ قصة هروب أي بطل مصري بخلافات واسعة مع رئيس اتحاد اللعبة في بداية المطاف، ويكون السبب الأول "غيرة" من نجومية اللاعب، ثم تتطور الأسباب إلى أزمات مالية خانقة مع تجاهل تام لاحتياجات الأبطال، مما يدفعهم في نهاية المطاف لتصعيد الخلافات ثم الهروب من الأوضاع الصعبة، وكذلك خشية من التعرض لعقوبات من شأنها تهديد مسيرتهم الرياضية بشكل عام.
وبغدودة بطل المصارعة، ليس البطل الوحيد الذي هرب، فهناك محمد عصام بطل العالم للشباب السابق في المصارعة، والذي هرب في عام 2022، بسبب خلافات مع الاتحاد المحلي للعبة، وسافر إلى إيطاليا في واقعة مثيرة.
وهناك محمد الشوربجي نجم الإسكواش العالمي، الذي فاجأ الجميع بالحصول على الجنسية الإنكليزية، وتمثيل إنكلترا في البطولات العالمية بعد رحلة طويلة له في عالم الإسكواش المصري والعالمي.
كما شهد عام 2018 واقعة مثيرة في الملاكمة، بعدما أعلن عن رحيل حسام بكر بطل مصر وأفريقيا والذي سافر إلى أميركا، ورفض استكمال مشواره الرياضي مع المنتخب المصري، بداعي رغبته في الإقامة هناك، والبحث عن وظيفة بعيداً عن نشاطه الرياضي تماماً لتأمين مستقبل أسرته، إضافة إلى أبطال آخرين في مختلف الألعاب هربوا من جحيم الرياضة المصرية.