يدخل المنتخب السوداني للمحليين لكرة القدم منافسات كأس الأمم الأفريقية (شان) التي تقام في الجزائر، خلال الفترة الممتدة من 13 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى 4 فبراير/ شباط المقبل، بحثاً عن صناعة الحدث، وكتابة التاريخ، وتحقيق إنجاز، يتمثل بالوصول إلى الدور النهائي، وهو يُمني النفس بالحصول على انتصارات غالية، والتقدم للمنافسة على مركز جيد بين الكبار.
ووضعت قرعة كأس الأمم الأفريقية للمحليين، السودان في المجموعة الثالثة الصعبة، التي ضمت منتخبات المغرب (حامل اللقب) وغانا ومدغشقر، والتي صُنِّفَت ضمن سلسلة المجموعات الصعبة في البطولة.
نجوم الهلال والمريخ في الموعد
وتُمثل البطولة بالنسبة إلى منتخب السودان، الذي يعتمد في تشكيلته الأساسية على نجوم قطبي الكرة في السودان، فرصة ذهبية لاستعادة بريق" صقور الجديان"، وتحقيق إنجاز تاريخي، خصوصاً أن منتخب السودان للمحليين، يضم التشكيلة، التي خاضت منافسات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة في الكاميرون، وقدمت عروضاً جميلة في الدور الأول، أمام منتخبات مصر ونيجيريا وغينيا بيساو، وأعادت الكثير من هيبة الكرة السودانية القديمة.
ويخوض منتخب السودان البطولة القارية، وهو يراهن على نجوم الهلال والمريخ، الذين خاضوا "الديربي" الأخير لهم في الدوري السوداني قبل أيام، وانتهى بالتعادل السلبي بعد 90 دقيقة مثيرة، ظهر خلالها اللاعبون في أفضل مستوى فني، مع التدرّب على طرق لعب مختلفة مع مدربين أجانب أصحاب باع طويل في السودان أو الكرة الأفريقية، مثل الكونغولي فلوران إيبينجي، مدرب الهلال، أو البرازيلي هيرون ريكاردو، مدرب المريخ، وهي من المقومات التي دعت الجماهير السودانية للتفاؤل بقدرة "صقور الجديان" على خوض منافسات قوية، والعمل على بلوغ المربع الذهبي في سباق البطولة القارية، والوصول إلى النهائي لأول مرة.
تاريخ حافل
ويملك منتخب السودان سيرة جيدة في بطولات كأس الأمم الأفريقية للمحليين، منذ انطلاق نسختها الأولى في عام 2009، حيث نجح "صقور الجديان" في الحصول على المركز الثالث والميدالية البرونزية مرتين من قبل 2011، 2018، ونافس بقوة على حصد لقب البطولة، ويأمل الوصول إلى المباراة النهائية، في النسخة الجزائرية، وسط توقعات بأن يجد المنتخب السوداني دعماً جماهيرياً كبيراً، سواء من الجالية السودانية، أو الجماهير الجزائرية في البطولة.
ويعتبر المنتخب السوداني أحد كبار القارة السمراء، رغم التراجع اللافت في العقود الأخيرة، فهو يملك تاريخاً ذهبياً، كبطل سابق للقارة السمراء عام 1970، والحلول بين الثلاثة الأوائل عدة مرات، بالإضافة إلى أنه من الثلاثي الذي أسس منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية بشكل عام في النصف الثاني من الخمسينيات من القرن الماضي، قبل أن يعاني من تراجع لافت في المستوى والنتائج خلال العقود الماضية.
مدرب كبير
ويقود منتخب السودان برهان تيه، شيخ المدربين السودانيين، وصاحب التاريخ الحافل في مجال التدريب، حيث عمل لسنوات برفقة مدربين كبار، مثل محمد عبد الله مازدا وزدرافكو الكرواتي، وهو المدرب الوحيد الذي عمل مع الأندية السودانية في الدوري المحلي منذ عام 1996، إلى تنصيبه مديراً فنياً للمنتخب السوداني في عام 2021، ووصل عدد الأندية التي قادها إلى 14 نادياً، أشهرها نادي المريخ الذي قاده إلى الفوز ببطولة شرق ووسط أفريقيا للأندية "سيكافا" في رواندا بالماضي، كذلك توج برهان تيه مع المريخ بطلاً لكأس السودان في وقت سابق، بخلاف امتلاكه خبرات كبيرة من خلال العمل لأكثر من ربع قرن في مجال التدريب. ويُعرف عن برهان تيه، المدير الفني للمنتخب السوداني، اعتماده على طرق لعب متوازنة والتنوع في الخطط بشكل عام، والتركيز على اكتشاف المواهب الشابة الواعدة في الأندية السودانية، كما فعل في نسخة "كان 2022" في الكاميرون التي كانت سبباً في تجديد الثقة به مديراً فنياً لمنتخب" صقور الجديان".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
