الموت يغيب أسطورة المريخ والكرة السودانية

01 ابريل 2020
عم الحزن بين جماهير المريخ بعد رحيل كمال (Getty)
+ الخط -
فُجع الوسط الرياضي في السودان بوفاة أحد أبرز أساطير كرة القدم السودانية على مر تاريخها، إنه نجم المريخ السوداني وأحد أعظم من ارتدوا شعار الفريق الأحمر، الأسطورة كمال عبد الوهاب، بعد صراع طويل مع المرض.


كان كمال عبقري أقرانه، يطوع الكرة كيفما أراد وشاء، فتستسلم بين قدميه طائعة مختارة، لذا نستطيع أن نقول عنه إنه ظاهرة إبداعية في صورة متناهية الروعة والجمال، لذلك نجده قد استحق أن يطلق عليه لقب "دكتور الكرة السودانية".

ولد كمال عبد الوهاب سليمان في عام 1950، في أم درمان بحي أبو عنجة، درس بالمدرسة الإنجيلية التجارية، ولعب كرة القدم في بواكير صباه بفريق أبو عنجة، وأظهر مهارات فنية عالية في التحكم بالكرة مع جودة تمريراته القاتلة وقوة تهديفاته الصائبة التي قلما كانت تخطئ هدفها.

وفي ظاهرة فريدة من نوعها وجديدة تم اختيار كمال عبد الوهاب للفريق القومي وهو لا يزال لاعباً بفريق ينتمي لدوري الدرجة الثانية، وذلك في عام 1968، وقد تمت تهيئة اللاعب لضمه إلى فريق الموردة الذي كان يلعب فيه والده عبد الوهاب سليمان، أحد أفذاذ لاعبي الموردة في الأربعينيات، لكن المريخ تمكن من تحويل مسار كمال من الموردة وضمه إلى صفوفه بعد مطاردة مضنية وطويلة وذلك لتسابق وتصارع عدد من أندية القمة عليه. كما شارك اللاعب بالإنجاز الأبرز في تاريخ كرة القدم السودانية حينما حقق المنتخب السوداني لقب كأس الأمم الأفريقية عام 1970.


وكان كمال عبد الوهاب من اللاعبين القلائل الذين يحظون بجمهور عريض خارج نطاق جمهور ناديه المريخ؛ فقد كان عدد كبير من جماهير الأندية الأخرى، بما فيها الفرق المنافسة للمريخ، يأتون لمشاهدة تابلوهات كمال ولمساته السحرية النادرة.

ويعتبر هدف كمال عبد الوهاب مع المنتخب الأولمبي السوداني في أولمبياد ميونخ عام 1972، الهدف الأبرز في مسيرة الراحل حينما كان المنتخب يحتاج لهدف واحد، وكان التعادل مسيطراً على اللقاء في الوقت الذي كان المنتخب الأولمبي السوداني يحتاج للفوز للتأهل، فتم الدفع به في آخر خمس دقائق ليحرز هدفاً أسطورياً في الثانية الأخيرة.

وتكريماً لنجمه كمال عبد الوهاب، أقام نادي المريخ نصباً تذكارياً تمثل بوضع تمثال للاعب بالفريق عرفاناً منه بما قدمه خلال مسيرته الاحترافية الرائعة.

المساهمون