بداية مسيرة أيّ رياضي تكون كنهايتها على مستوى البطولات والأرقام، الفارق الوحيد ربما بين الحقبتين، أن الخسارة والخروج من البطولات في الفترة الأولى أمر لا يعني أحداً، ولا تُسلط عليه الأضواء، ولا يُواكبه الإعلام ولا حتى الجماهير، فيما يُتابع العالم بأسره كلّ التفاصيل الصغيرة التي تحصل في آخر أيام مسيرته في الملاعب، نظراً للأرقام التي تحققت والإنجازات العظيمة.
كلّ ما سبق ذكره ينطبق على النجمة الأميركية سيرينا ويليامز، التي ودعت مؤخراً بطولة إنديان ويلز، بسبب مرض فيروسي، حين كانت متأخرة في النتيجة أمام الإسبانية غاربيني موغوروزا بواقع 6-3 و1-0.
دليلُ التراجع
صحيحٌ أن اللاعبة الأميركية غابت عن الملاعب لفترة لا بأس بها بسبب حملها وولادتها، إلا أنها حتى اللحظة فشلت في العودة إلى مستواها المعهود، قد لا تكون البطولات والأرقام أحياناً دليلاً على الفشل والنجاح، لكن مشاهدة سيرينا تلعب، لم تعد كما السابق، هي ليست تلك المرأة الأسطورية الخارقة التي عهدناها جميعاً.
خسرت الأميركية جزءاً كبيراً من قوتها ومهارتها منذ عودتها للملاعب، وهي تعيش إحدى أسوأ فترات مسيرتها في عالم التنس، وكأنها عادت إلى نقطة البداية، مع التأكيد على أن الضغوط الإعلامية والجماهير ازدادت عليها وسترتفع أكثر مع كلّ فشلٍ تُسجله اللاعبة المخضرمة.
في عام 1995 انطلقت مسيرة اللاعبة الأميركية، فلم تنجح في تحقيق اللقب، وهذا الأمر تكرر في 1996 و1997 و1998، لتتمكن عام 1999 من تحقيق خمسة ألقاب لتنطلق رحلتها العظيمة، التي غدت على أثرها أسطورة لا تتكرر.
أرقامُ تلك السنوات تعيدنا إلى الفترة الأخيرة والحاضر كذلك، إذ لم تنجح اللاعبة الأميركية في تحقيق أي لقبٍ في عامي 2018 و2019 واكتفت بلقب وحيد في عام 2017 من أصل بطولتين شاركت فيهما.
مُشكلة ذهنية وفنية
حين تُتابع تحركات سيرينا ويليامز، تشعر بأنها غير قادرة على مجاراة بقية اللاعبات اللواتي يصغرنها في السنّ، مشكلة النجمة الأميركية أنها باتت بطيئة للغاية في التحرك على الخط، ومن ثم التقدم إلى الأمام بسلاسة نحو الشبكة من أجل التصدي للكرات، مع العلم أنها دائماً ما تميزت بقوتها البدنية الهائلة، لكن علامات الإعياء والتعب باتت تظهر جلية عليها كلّما تقدمنا في المباراة، وهذا كلّه يُؤكد أن الرحلة ربما شارفت على النهاية.
بعيداً عن المستويين البدني والفني، فإن للحالتين الذهنية والنفسية أثرهما، فقد يتسلل الضعف إلى عقلها وحينها ستُصبح العودة شبه مستحيلة، مع العلم أن قصة الصربي نوفاك ديوكوفيتش، لوحدها قادرةٌ على زرع الأمل داخلها، بعدما كان متصدر التصنيف العالمي حالياً قاب قوسين أو أدنى من الاعتزال بسبب الإصابات والفشل في تحقيق الألقاب مما أصابه بالإحباط، قبل أن يعود من بعيدٍ ليتربع على عرش التنس متفوقاً على العديد من النجوم على غرار الإسباني رافائيل نادال والسويسري روجر فيدرير.
أما فيما يخصّ العامل النفسي، فإن اللاعبة الأميركية باتت تشعر بالضغط أكثر خلال خوضها للمباريات، وهي تثور غضباً بسرعة في حال أخطأت في إحدى الكرات مما يفقدها تركيزها.
لاعبةٌ تخطت الأساطير
رغم أنها ما زالت تلعب التنس، وتبلغُ من العمر حالياً 37 عاماً، فقد نجحت النجمة الأميركية المولودة في ميشيغين، يوم 26 سبتمبر/أيلول 1981، أن تكتب اسمها بأحرف من ذهب، هي التي تعلّمت التنس بفضل والدها الذي كان يُشرف على تدريبها مع شقيقتها الأكبر فينوس ويليامز.
حين بلغت التاسعة من عمرها التحقت بأكاديمية ريك ماكي للتنس، وحينها انتبه المدربون هناك أنها موهبة استثنائية ورائعة، لكن والدها لم يُرسلها للبطولات المحلية الخاصة بالناشئين، رغبةً منه في أن تهتم وتركز على دراستها أكثر.
في يوم 24 سبتمبر/ أيلول، انطلقت مسيرتها الاحترافية في عالم التنس وحصدت، حتى اللحظة، واستطاعت تحقيق 72 لقباً، حتى اللحظة، مع العلم أنها وصلت يوم 8 يوليو/تموز 2008 لصدارة لاعبات التنس لأول مرة في تاريخها.
تمكّنت سيرينا من البقاء في الصدارة 309 أسابيع، واستطاعت تحقيق العديد من بطولات غراند سلام "الكبرى" التي بلغت 23 لقباً، مما ساهم في تجاوزها رقم الألمانية شتيفي غراف، إذ كانت الاثنتان تتعادلان بـ22 لقباً، مع العلم أنّ مارغريت كورت، تُعتبر صاحبة الرقم القياسي بـ24 لقباً.
وشهد عام 1999، أول انتصارٍ لسرينيا ويليامز في بطولة أميركا المفتوحة، وهي التي تمتلك 6 ألقاب فيها، و7 في أستراليا و3 في فرنسا وسبعة ألقاب في ويمبلدون على الأراضي العشبية.
ولم تقتصر إنجازات سيرينا على الفوز بالبطولات في الفردي، بل كذلك تفوقت في الزوجي إلى جانب شقيقتها فينوس، وحققت الاثنتان لقب أستراليا المفتوحة 4 مرات ورولان غاروس على الملاعب الترابية في مناسبتين عامي 1999 و2010 كما تفوقتا على المنافسات في بطولة ويمبلدون العشبية في ست مناسبات، أولها عام 2000 وآخرها عام 2016، إضافة لبطولة أميركا المفتوحة مرتين.
اقــرأ أيضاً
أسلوبُ لعبٍ مختلف
عرف الجميع سيرينا ويليامز بفضل أسلوبها الرائع، إذ دائماً ما تسعى للسيطرة المباشرة من خلال الضربات القاضية التي تُرسلها، ففي عام 2013 وخلال بطولة أستراليا، بلغت سرعتها 128,6 ميلا في الساعة أي ما يعادل 207,0 كلم/ ساعة، وفي بطولة 2012 بويمبلدون، حققت رقماً قياسياً في بطولة السيدات بـ102 إرسال ساحق، متفوقةً حينها على جميع اللاعبات وحتى اللاعبين.
كلّ ما سبق ذكره ينطبق على النجمة الأميركية سيرينا ويليامز، التي ودعت مؤخراً بطولة إنديان ويلز، بسبب مرض فيروسي، حين كانت متأخرة في النتيجة أمام الإسبانية غاربيني موغوروزا بواقع 6-3 و1-0.
دليلُ التراجع
صحيحٌ أن اللاعبة الأميركية غابت عن الملاعب لفترة لا بأس بها بسبب حملها وولادتها، إلا أنها حتى اللحظة فشلت في العودة إلى مستواها المعهود، قد لا تكون البطولات والأرقام أحياناً دليلاً على الفشل والنجاح، لكن مشاهدة سيرينا تلعب، لم تعد كما السابق، هي ليست تلك المرأة الأسطورية الخارقة التي عهدناها جميعاً.
خسرت الأميركية جزءاً كبيراً من قوتها ومهارتها منذ عودتها للملاعب، وهي تعيش إحدى أسوأ فترات مسيرتها في عالم التنس، وكأنها عادت إلى نقطة البداية، مع التأكيد على أن الضغوط الإعلامية والجماهير ازدادت عليها وسترتفع أكثر مع كلّ فشلٍ تُسجله اللاعبة المخضرمة.
في عام 1995 انطلقت مسيرة اللاعبة الأميركية، فلم تنجح في تحقيق اللقب، وهذا الأمر تكرر في 1996 و1997 و1998، لتتمكن عام 1999 من تحقيق خمسة ألقاب لتنطلق رحلتها العظيمة، التي غدت على أثرها أسطورة لا تتكرر.
أرقامُ تلك السنوات تعيدنا إلى الفترة الأخيرة والحاضر كذلك، إذ لم تنجح اللاعبة الأميركية في تحقيق أي لقبٍ في عامي 2018 و2019 واكتفت بلقب وحيد في عام 2017 من أصل بطولتين شاركت فيهما.
مُشكلة ذهنية وفنية
حين تُتابع تحركات سيرينا ويليامز، تشعر بأنها غير قادرة على مجاراة بقية اللاعبات اللواتي يصغرنها في السنّ، مشكلة النجمة الأميركية أنها باتت بطيئة للغاية في التحرك على الخط، ومن ثم التقدم إلى الأمام بسلاسة نحو الشبكة من أجل التصدي للكرات، مع العلم أنها دائماً ما تميزت بقوتها البدنية الهائلة، لكن علامات الإعياء والتعب باتت تظهر جلية عليها كلّما تقدمنا في المباراة، وهذا كلّه يُؤكد أن الرحلة ربما شارفت على النهاية.
بعيداً عن المستويين البدني والفني، فإن للحالتين الذهنية والنفسية أثرهما، فقد يتسلل الضعف إلى عقلها وحينها ستُصبح العودة شبه مستحيلة، مع العلم أن قصة الصربي نوفاك ديوكوفيتش، لوحدها قادرةٌ على زرع الأمل داخلها، بعدما كان متصدر التصنيف العالمي حالياً قاب قوسين أو أدنى من الاعتزال بسبب الإصابات والفشل في تحقيق الألقاب مما أصابه بالإحباط، قبل أن يعود من بعيدٍ ليتربع على عرش التنس متفوقاً على العديد من النجوم على غرار الإسباني رافائيل نادال والسويسري روجر فيدرير.
أما فيما يخصّ العامل النفسي، فإن اللاعبة الأميركية باتت تشعر بالضغط أكثر خلال خوضها للمباريات، وهي تثور غضباً بسرعة في حال أخطأت في إحدى الكرات مما يفقدها تركيزها.
لاعبةٌ تخطت الأساطير
رغم أنها ما زالت تلعب التنس، وتبلغُ من العمر حالياً 37 عاماً، فقد نجحت النجمة الأميركية المولودة في ميشيغين، يوم 26 سبتمبر/أيلول 1981، أن تكتب اسمها بأحرف من ذهب، هي التي تعلّمت التنس بفضل والدها الذي كان يُشرف على تدريبها مع شقيقتها الأكبر فينوس ويليامز.
حين بلغت التاسعة من عمرها التحقت بأكاديمية ريك ماكي للتنس، وحينها انتبه المدربون هناك أنها موهبة استثنائية ورائعة، لكن والدها لم يُرسلها للبطولات المحلية الخاصة بالناشئين، رغبةً منه في أن تهتم وتركز على دراستها أكثر.
في يوم 24 سبتمبر/ أيلول، انطلقت مسيرتها الاحترافية في عالم التنس وحصدت، حتى اللحظة، واستطاعت تحقيق 72 لقباً، حتى اللحظة، مع العلم أنها وصلت يوم 8 يوليو/تموز 2008 لصدارة لاعبات التنس لأول مرة في تاريخها.
تمكّنت سيرينا من البقاء في الصدارة 309 أسابيع، واستطاعت تحقيق العديد من بطولات غراند سلام "الكبرى" التي بلغت 23 لقباً، مما ساهم في تجاوزها رقم الألمانية شتيفي غراف، إذ كانت الاثنتان تتعادلان بـ22 لقباً، مع العلم أنّ مارغريت كورت، تُعتبر صاحبة الرقم القياسي بـ24 لقباً.
وشهد عام 1999، أول انتصارٍ لسرينيا ويليامز في بطولة أميركا المفتوحة، وهي التي تمتلك 6 ألقاب فيها، و7 في أستراليا و3 في فرنسا وسبعة ألقاب في ويمبلدون على الأراضي العشبية.
ولم تقتصر إنجازات سيرينا على الفوز بالبطولات في الفردي، بل كذلك تفوقت في الزوجي إلى جانب شقيقتها فينوس، وحققت الاثنتان لقب أستراليا المفتوحة 4 مرات ورولان غاروس على الملاعب الترابية في مناسبتين عامي 1999 و2010 كما تفوقتا على المنافسات في بطولة ويمبلدون العشبية في ست مناسبات، أولها عام 2000 وآخرها عام 2016، إضافة لبطولة أميركا المفتوحة مرتين.
أسلوبُ لعبٍ مختلف
عرف الجميع سيرينا ويليامز بفضل أسلوبها الرائع، إذ دائماً ما تسعى للسيطرة المباشرة من خلال الضربات القاضية التي تُرسلها، ففي عام 2013 وخلال بطولة أستراليا، بلغت سرعتها 128,6 ميلا في الساعة أي ما يعادل 207,0 كلم/ ساعة، وفي بطولة 2012 بويمبلدون، حققت رقماً قياسياً في بطولة السيدات بـ102 إرسال ساحق، متفوقةً حينها على جميع اللاعبات وحتى اللاعبين.