لكن في سوق الانتقالات الصيفية الحالية تغيّرت جميع الأمور في نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، بعد أن فتح أبواب خزائنه على مصراعيها، وصرف 243 مليون يورو، حتى يستقطب نجوم اللعب القادرين على تحقيق البطولات المحلية، وجلب لقب دوري أبطال أوروبا المنتظر من قبل جماهير وعشاق "الروخيبلانكوس".
وعلى عكس ما حدث في صيف 2012، عندما قامت إدارة نادي أتلتيكو مدريد بالتعاقد مع الأرجنتيني إميليانو إنسو، ومواطنه كاتا دياز، والتركي إيمري بيلوزوغلو، ولاعب وسط أوروغواي كريستيان رودريغيز، والمدافع دومينغو سيسما، بميزانية وصلت حينها إلى 123 مليون يورو، و400 مليون يورو في صيف 2018، إلا أن "الروخيبلانكوس" بسط يديه في سوق الانتقالات الحالية، من خلال جذبه للعديد من الوجوه الشاب والنجوم، ما جعله يبتعد عن النادي الشعبي بين الجماهير، بحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية.
واستطاعت إدارة نادي أتلتيكو مدريد التعاقد مع الموهبة البرتغالية جواو فيليكس قادماً من فريق بنفيكا بطل الدوري البرتغالي الممتاز في موسم 2018 /2019، مقابل 127 مليون يورو، بعد أن نجح في اجتياز جميع الفحوصات الطبية الخاصة به.
وقامت إدارة نادي أتلتيكو مدريد بخطف الموهبة البرتغالية من بين أنياب العديد من كبار الأندية الأوروبية، بعد اهتمام يوفنتوس الإيطالي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد الإنكليزيين بصاحب الـ(19 عاماً)، بالإضافة إلى تعويض رحيل النجم الفرنسي أنطوان غريزمان نحو برشلونة، الذي دفعت إدارته شرطة الجزائر، وحققت رغبة بطل مونديال 2018 باللعب في صفوف بطل الليغا في الموسم الماضي.
وخاض النجم البرتغالي الموهوب جواو فيليكس صاحب الـ(19 عاماً) 43 مباراة بجميع البطولات المحلية والقارية مع نادي بنفيكا، واستطاع المساهمة في تحقيق 31 هدفاً لصالح فريقه السابق، نتيجة تسجيله 20 هدفاً وصناعة 11 تمريرة حاسمة.
وطلب المدرب الأرجنتيني من إدارة الفريق تعويض رحيل النجوم عن أتلتيكو مدريد، من خلال التعاقد مع المدافع الإنكليزي كيران تريبيي (28 عاماً) من توتنهام هوتسبير مقابل 22 مليون يورو، لينجح بعدها في استقطاب البرازيلي فيليبي أوغوستو مونتيرو (30 عاماً) مدافع بورتو البرتغالي نظير 20 مليون يورو، بالإضافة إلى مواطنه رينان لودي (21 عاماً) الظهير الأيسر السابق لفريق أتلتيكو بارانايننس البرازيلي بنفس السعر.
وفي خط الوسط نجح أتلتيكو مدريد في الحصول على الشاب ماركوس يورينتي (24 عاماً) قائد خط وسط نادي ريال مدريد السابق مقابل 25 مليون يورو، ثم التعاقد مع المكسيكي هيكتور هيريرا (29 عاماً) قادماً من بورتو البرتغالي بصفقة مجانية.
وبعد الحصول على خدمات الموهبة البرتغالية جواو فيليكيس، قررت إدارة "الروخيبلانكوس" شراء عقد المهاجم الإسباني ألفارو موراتا بشكل نهائي من تشلسي الإنكليزي، بعد أن لعب صاحب الـ(26 عاماً) بصفوف أتلتيكو مدريد في الموسم الماضي على سبيل الإعارة.
وأتى صرف إدارة نادي أتلتيكو مدريد الإسباني للأموال، بعدما استفاد من العائدات الضخمة التي حققها من بيع عقود نجومه بقيمة وصلت إلى 311 مليون يورو، نتيجة رحيل الفرنسي أنطوان غريزمان صاحب الـ(28 عاماً) إلى برشلونة مقابل 120 مليون يورو، بالإضافة إلى المدافع لوكاس هيرنانديز الذي انتقل إلى بايرن ميونخ الألماني بصفقة وصلت إلى 80 مليون يورو، وقائد خط الوسط الإسباني رودريغو هيرنانديز كاسكانتي "رودري" الذي ذهب إلى مانشستر سيتي الإنكليزي لقاء 70 مليون يورو.
ويكمن سرّ نمو نادي أتلتيكو مدريد خلال السنتين الماضيتين إلى ملعبه الجديد "واندا ميتروبوليتانو"، الذي يتسع لنحو 67 ألف مشجع، بعد أن كان يستقبل ملعب القديم "فيسينتي كالديرون" 40 ألف مشجع فقط، بالإضافة إلى عقود الرعاية التي حصل عليها الفريق الإسباني من قبل الشركة الصينية "مجموعة واندا"، مع شرائه 20 في المائة من أسهم "الروخيبلانكوس"، ودفعه مبلغاً سنوياً يصل إلى 10 ملايين يورو، بسبب رعاية الملعب.
وافتتح ملعب "واندا ميتروبوليتانو" أبوابه للجماهير في بداية موسم 2017 /2018، وأصبح تحفة فنية جديدة تضاف إلى الملاعب الموجودة في القارة العجوز، على مساحة تقدر بـ88 ألف و150 متراً مربعاً، ما يعادل 3 أضعاف الملعب القديم "فيسينتي كالديرون"، مما جعله مؤهلاً لاستضافة المواجهة النهائية التي جمعت بين ليفربول ومنافسه توتنهام ببطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2018 /2019، والتي توج بها رفاق النجم العربي المصري محمد صلاح بعد فوزهم بهدفين مقابل لا شيء.
ولم تكتفِ إدارة أتلتيكو مدريد بالصرف على تشييد ملعب جديد، والتعاقد مع نجوم الساحرة المستديرة في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، بل يريد "الروخيبلانكوس" مواصلة تحسين البنية التحتية، بعد أن بدأ بإنشاء مركز تدريب خاص به يدعي "ألكالا دي هيناريس"، الذي سيقوم بتقديم خدماته للأكاديمية والفريق الأول.
وبذلك كان اعتراف المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني صاحب الـ(49 عاماً)، بأن أتلتيكو مدريد لم يعد النادي الشعبي للجماهير صحيحاً، بعد أن انضم إلى الأندية الأوروبية الكبيرة التي باتت تهتم ببناء الملاعب الضخمة والتعاقد مع المواهب الشابة، والحصول على شركات الرعاية، من أجل الحصول على العائدات المالية الضخمة.