هكذا رد الجزائريون بعد فوز مصر بتنظيم "كان 2019"

08 يناير 2019
الجماهير الجزائرية (Getty)
+ الخط -
أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" رسمياً منحه مصر شرف تنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019 التي ستجري الصيف المقبل (15 يونيو/حزيران إلى 13 يوليو/تموز)، على حساب جنوب أفريقيا التي تقدمت بملف لتنظيم البطولة، التي تم سحب شرف احتضانها من الكاميرون يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب تأخرها في تجهيز المنشآت والمرافق لتنظيم المسابقة القارية.

واستقبلت الجماهير الرياضية في الجزائر هذا الخبر بسعادة بالغة، إذ هلّلت لذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما عبرت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها عن مساندتها قرار الاتحاد الأفريقي.

وابتهجت الجماهير الكروية الجزائرية العاشقة لمحاربي الصحراء بإعطاء شرف تنظيم البطولة إلى مصر لأسباب عدة، أبرزها أنها ستُجرى في "بلد شقيق"، فضلا عن أن الظروف التي ستُجرى فيها المسابقة خاصة المناخية منها ستساعد المنتخب الأخضر كثيرا على أداء بطولة في القمة تنسيهم الخيبات التي تعرضوا لها في أدغال أفريقيا خلال الدورات السابقة منذ دورة جنوب أفريقيا 2013، وغينيا الاستوائية 2015، وأخيرا الغابون في عام 2017.

كما أن قرب المسافة بين الجزائر ومصر وتوفر خطوط جوية مباشرة بينهما، سيفتح المجال واسعا أمام الجماهير من أجل التنقل إلى "أم الدنيا" وحضور البطولة لتشجيع رفاق النجم رياض محرز، أملا بتحقيق نتائج أفضل من الدورات السابقة، بينما أسهبت وسائل الإعلام في الحديث عن توفر مصر على كل الشروط الضرورية من مرافق وملاعب كي تخرج البطولة في أفضل صورة.

ولكن، بالنسبة للمدير الفني للمنتخب الجزائري جمال بلماضي، فإن إسناد "كاف" تنظيم البطولة القارية لمصر قد يصيبه بنوع من الخيبة، كونه عبّر سابقا عن رغبته في أن تُجرى المنافسة في جنوب أفريقيا بدلا عن مصر لأسباب كثيرة.

وقال بلماضي في تصريحات صحافية سابقة أن مصر من المستحيل اللعب فيها خلال الصيف.. وأن الأمر يتعلق أساسا بالجو العام وظروف اللعب، الطقس هناك في هذه الفترة صعبا للغاية بسبب الرطوبة الشديدة والحرارة المرتفعة جدا.

وجاءت تصريحات بلماضي في إطار سعيه لوضع لاعبيه في أحسن الظروف، من أجل بلوغ الهدف الذي يريد أن يصل إليه، وهو التتويج بهذا اللقب القاري الذي لم يسبق للمنتخب الجزائري أن فاز به خارج قواعده، إذ يعود أول وآخر فوز في كأس أفريقيا إلى سنة 1990 في الجزائر.

ولم يكن بلماضي يقصد في تصريحاته الانتقاص من قيمة مصر وقدرتها على تنظيم البطولة، وإنما عبر عن مخاوفه فقط من تأثير الظروف المناخية على أداء لاعبيه.


وفي المقابل، كان رئيس اتحاد الكرة الجزائري خير الدين زطشي قد أعرب عن رغبته في أن تجري البطولة الأفريقية في مصر، بسبب العلاقة القوية التي تربط البلدين، وكذا قرب المسافة بينهما، فضلا عن امتلاك مصر البنى التحتية اللازمة لتنظيم الحدث القاري.

ومن الناحية التاريخية، فإن بطولة أمم أفريقيا القادمة هي المرة الثانية فقط التي ستعرف مشاركة الجزائر في الدورات التي جرت في مصر التي سبق أن نظمتها 4 مرات من قبل، حيث غابت الجزائر عن دورتي 1959 و 1974، قبل أن تشارك في دورة 1986، وهي مشاركتها الخامسة في النهائيات، ووقعت الجزائر وقتها في المجموعة الثانية التي ضمت الكاميرون، والمغرب وزامبيا وخرجت من الدور الأول بعد تعادلها سلبا مع المغرب وزامبيا قبل أن تخسر في المباراة الأخيرة أمام الكاميرون 3/2. كما غابت الجزائر أيضا في آخر دورة جرت في مصر عام 2006 حيث توج الفراعنة بلقبها.

كما ستشهد الدورة القادمة أيضا، عودة المنتخب الجزائري للعب في مصر مجددا بعد قرابة 10 سنوات، حيث كان آخر ظهور له هناك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2009، خلال مباراة الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات المؤهلة لبطولتي كأس أفريقيا والعالم 2010، وعرفت المباراة فوز مصر بثنائية نظيفة ولجوء المنتخبين للعب مباراة فاصلة بمدينة أم درمان السودانية، والتي ابتسمت للخضر الذين فازوا بهدف لصفر وحققوا تأهلا تاريخيا إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010.
المساهمون